- أبوبكر محمد بن اللباد، وجده الأعلى أحد موالي موسى بن نصير، أخذ عن تلاميذ سحنون كيحيى بن عمر، وسعيد الحداد وغيرهما، وبرع في الفقه إلى أن حاز رياسة المالكية في إفريقية، ولذا امتحنه دعاة الشيعة ومنعوه من إلقاء دروسه بالمسجد الجامع، ثم سجن مع المجرمين في المهدية، ثم أطلق وألزم الاعتكاف في بيته، فكان تلاميذه - ومنهم عبد الله بن أبي زيد - يقصدونه خفية، ويجعلون كتبهم في أوساطهم حتى تبتل بالعرق، وداوم على الإقراء، وقد استفاد منه جيل كامل حافظوا على سند الشيوخ المتوارث، وتوفي سنة 333 هـ.
تَفَرُّدُ المَالِكِيَّةُ بِإِفْرِيقِيَّةَ:
ثم كانت طبقة أخرى شهدت جلاء الشيعة إلى مصر، وقيام الأمراء من بني زيري الصنهاجيين مكان بني عبيد الله الفاطميين، وقد خفت وطأة التضييق على المالكية إذ أصبح جمعهم بمأمن من المقاومة والتنكيل، وفي ذلك الحين نبغ فقهاء أعلام، في مقدمتهم: