فلا ينطق فاه"1.
وقد استحسن شيخه قوله, وقرر له التوحيد 2 وأعانه عليه وأيده وزاد في حماسه3.
وكبر على أهل البدع وأنصار الشرك, وعز عليهم أن يسفه آراءهم ويخرجهم عما وجدوا عليه آباءهم4 فآذاه بعض أهل البصرة أشد الأذى, وأخرجوه منها وقت الهجيرة5 ولحق شيخه منهم بعض الأذى6 لمواته للشيخ محمد7 فلما خرج الشيخ من البصرة وتوسط في الدرب فيما بينها وبين بلد الزبير أدركه العطش وأشرف على الهلاك, وكان ماشيا على رجليه وحده فوافاه صاحب حمار مكاري8 يقال له أبو حميدان من أهل الزبير عليه الهيبة والوقار وهو مشرف على الهلاك فسقاه على حماره حتى وصل الزبير, ثم إن الشيخ أراد أن يصل إلى الشام9 متبعا سنن الكثيرين من علمائنا الذين
1-تاريخ نجد المسمى روضة اللإكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام 1/27.
2- عنوان المجد في تاريخ نجد 1/8.
3- أثر الدعوة الوهابية في الإصلاح الديني والعمراني في جزيرة العرب وغيرها ص49.
4- انظر هذا هو كتاب سيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب ص 19.
5- تاريخ نجد لابن غنام بتحقيق د. ناصر الدين الأسد 1/83 بتصرف يسير.
والهجيرة: نصف النهار عند زوال الشمس إلى العصر, "ولسان العرب 6/4619 مادة: "هجر"".
6- عنوان المجد في تاريخ نجد 1/8.
7- انظر تاريخ نجد ص 112 لمحمود شكري الآلوسي عني بتحقيقه: محمد بهجة الأثري – ط/2 – المطبعة السلفية بمصر.
8- من كرا, الكروة والكراء: أجر المستأجر, المكاري: الذي يكريك دابته, " انظر لسان العرب5/3866 مادة: كرا".
9- عنوان المجد في تاريخ نجد 1/8.