ثيابه ثم أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأجلسه إلى جانبه ثم قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم تبايعون على أنفسكم وقومكم فقال القوم نعم فقال الأشج: يا رسول الله إنك لم تزاول الرجل على شيء أشد عليه من دينه نبايعك على أنفسنا ونرسل من يدعوهم فمن اتبعنا كان منا ومن أبي قاتلناه. قال: صدقت إنّ فيك خصلتين ... الحديث, قال القاضي عياض1 رحمه الله: فالأناة تربصه حتى نظر في مصالحه ولم يعجل, والحلم هذا القول الذي قاله الدال على صحة عقله وجودة نظره للعواقب2ا. هـ.
ولا يعني التأني في الأمور البلادة والكسل! إنما التفكر والحذر من زلل المستعجل, والرغبة في إصابة العاقل3.
ولأن المحتسب بأمره ونهيه بخالف المألوف والشهوات الجامحة لدى أصناف المحتسب عليهم, فإنه غالبا ما يكون مرفوضا من قبلهم ممقوتا, مما يدفعهم إلى الإساءة إليه ومعاداته.
لذلك يجب على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون حليما حتى لا يثور ويغضب عندما يجابه بشيء لا يرضيه أو لم يتوقعه, فيفسد أكثر مما يصلح, وحتى لا يثأر فيصبح الموضوع انتقاما للنفس وتشفيا لا إنكارا لرضى الله سبحانه وتعالى ورغبة في تصحيح الأوضاع4.
1-هو: عياض بن موسى بن عياض بن عمرون البحصبي السبتي أبو الفضل. عالم المغرب وإمام أهل الحديث في وقته, ولد في سبته سنة "476هـ-1083م" وتفي بمراكش مسموما سنة "544هـ-1149م" " الأعلام 5/99 باختصار".
2-صحيح مسلم بشرح النووي 1/189 الحاشية.
3- انظر نصيحة الملوك ص 152, للماوردي, تحقيق الشيخ خضر محمد خضر- ن مكتبة الفلاح- ط/1"1403هـ-1983م".
4-انظر أثر بالمعروف والنهي عن المنكر في حياة الأمة في حياة الأمة ص 24: للشيخ عبد الله بن حسن بن محمد آل قعود –ن دار العاصمة- الرياض- ط/1 " جمادى الأولى 1411هـ".