ذكر عنه فقال: ليس عندي من هذا علم, وليس من هذا شيء ولا هذا من نيتي وإني لأرى طاعة أمير المؤمنين في السر والعلانية, وفي عسري ويسري, ومنشطي ومكرهي, وأثرة علي وإني لأدعو الله له بالتسديد والتوفيق, في الليل والنهار"1.
هكذا يعامل السلف حكامهم على هدي من الكتاب والسنة.
ولقد استفاضت الأدلة في وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر وإن جاروا والصبر عليهم ولا يتسع المقام لحصرها, ولكن نذكر منها شاهدا من السنة:
عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون منهم وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع, قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم؟ قال لا. ما صلوا" 2 قال قتادة: يعني من أنكر بقلبه وكره بقلبه3.
ولقد قرر هذا المنهج الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله حيث قال:
"مذهب أهل السنة والجماعة أن الأمراء الظلمة مشاركون فيما يحتاج إليهم فيه من طاعة الله فيصلي خلفهم, ويجاهد معهم, ويستعان بهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ومن حكم منهم بعدل نفذ حكمه, وإن أمكن تولية بر لم يجز تولية فاجر
1-البداية والنهاية في التاريخ 10/382 للإمام العالم الحافظ ابن كثير, تحقيق محمد بن عبد العزيز النجار- ن مكتبة الأصمعي- الرياض- ط/مطبعة السعادة – القاهرة.
2-أخرجه مسلم في صحيحه –ك: الإمارة ب: وجوب الإنكار على الأمراء فيما يخالف الشرع وترك قتالهم ما صلوا ح: 63, 3/148.
3-الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة ص 121 للإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي صححه الشيخ أحمد محمد مرسي- ن حديث اكادمي- نشاط آباد فيصل- ط/المطبعة العربية- باكستان.