قد تلطخت بالمعصية فجادت بنفسها لله عز وجل فأقرت بذنبها وتكرر منها الإقرار، كما فعل ذلك الرجل مع النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن بشر رحمه الله: (أتت امرأة إلى الشيخ واعترفت عنده بالزنى والإحصان وتكرر منها الإقرار فسأل عن عقلها فإذا هي صحيحة العقل وقال لعلك مغصوبة، فأقرت واعترفت بما يوجب عليها الرجم، فأمر عليها[1] فرجمت) [2].
ويذكر ابن دقيق العيد أنَّ الفقهاء استحبوا أن يبدأ الإمام بالرجم إذا ثبت الزنا بالإقرار، وكأن الإمام لما كان عليه التثبت والاحتياط قيل له: ابدأ ليكون ذلك زاجراً عن التساهل في الحكم بالحدود، وداعياً إلى غاية التثبت[3].
ويقول ابن غنام رحمه الله: (وكان أول من رجها عثمان[4] نفسه. فلما ماتت أمر الشيخ أن يغسِّلوها وأن تُكفَّن ويُصلى عليها) [5].
ولا شك في أنَّ اندفاع هذه المرأة إلى الاعتراف بخطيئتها، وإلحاحها في طلب تطهيرها بإقامة الحد عليها لم يكن إلاَّ أثراً من آثار دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب[6] الذي بنشره للعلم والتوحيد أيقظ الضمائر النائمة في سبات المعاصي وأعاد القلوب المريضة إلى رحاب التوبة النصوح فجادت بنفسها [1] الصواب أن يقول فأمر بها. [2] عنوان المجد 1/10. [3] انظر إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام 2/424 للإمام الحافظ العلامة الفقيه المجتهد تقي الدين بن دقيق العيد أملاه علي الوزير عماد الدين بن الأثير الحلبي، حققها وقدّم لها وراجع نصوصها علامة مصر ومحدثها أحمد محمد شاكر - ن عالم الكتب- بيروت- ط/2 (1407هـ- 1987م) . [4] الأمير عثمان بن معمر. [5] تاريخ نجد 1/86 تحقيق ناصر الدين الأسد. [6] محمد بن عبد الوهاب ص 53 بتصرف يسير.