المتون
تمهيد مختصر:-
تعتبر المتون في كل فن بمثابة الجامع والمحتوى لهذا العلم أو الفن، سواء أكان هذا المتن في النحو: كألفية بن مالك وغيرها، أو في القراءات كالشاطبية المشهورة ب: «متن الشاطبية»، أو متن الجزرية و «تحفة الأطفال في أحكام التجويد للمبتدئين» وغيرها، وهذه المتون منها ما هو شعر موزون بقافية موحدة، ومنها ما هو نثر جميل يحتاج إلى شرح وإلى من يغوص في أعماقها ليستخرج العلم الغزير، فهي تعتبر اللؤلؤ المنثور، والدرر المكنونة لأهل العلم.
وقد سمعنا أنه: «من حفظ المتون فقد وعي العلوم»، أو حاز الفنون. وهذه بعض أقوال مشايخنا من بعض ما سمعوه ونقلوه لنا عن مشايخهم - رحمهم الله تعالى-، وهذه الأقوال صدق، وسوف نقدم بين يديك - بفضل الله تعالى - فيما يلي أربعة متون، يمكن أن تحوذ إعجابكم، وتكون فاتحة خير لنا ولكم على طريق العلم والمعرفة، فيا أيها القارئ كن بها متمسكا، وكن لها متقنا وعاملا تفز بالفلاح والقبول، وهذه المتون هي: متن تحفة الأطفال، ومتن الجزرية، ومتن إغاثة الملهوف في عدد صفات الحروف، ومتن نظم القول المألوف في أوصاف الحروف.
وهذه المتون من حفظها وأتمها وأتقنها وفهم ما فيها من أحكام كان واعيا متعمقا في إحضار الدليل على أي حكم لحفص منها، فهي كما قلنا - تعتبر قانون جامع للأحكام.
والله أسأل أن يبارك في عملنا هذا، وأن يجعله من باب العلم الذي ينتفع به، ليمتد النفع موصولا بالآخرة، وهذا هو المقصد، إنه رب كريم.
قال تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ (قلى) وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.