(16) والطّاء والدّال وتامنه ومن ... عليا الثّنايا والصّفير مستكن
(17) منه ومن فوق الثّنايا السّفلى ... والظّاء والذّال وثا للعليا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قليلا ما يحاذيه من لثة الأسنان العليا، ومنه تخرج الراء، وتسمى اللام والنون والراء حروفا ذلقية لخروجها من ذلق اللسان أي من طرفه، ولعل الراء أدخل إلى ظهر اللسان قليلا لانحرافه إلى اللام، وقضية هذا تقديم الراء على النون وجرى عليه بعضهم وما ذكره الناظم من تغاير مخارج الثلاثة مذهب سيبويه والحذاق، وذهب يحيى والفراء وقطرب والجرمي إلى أن مخرجها واحد وهو طرف اللسان، وتسمى الثلاثة ذلقية وذولقية لأنها من ذلق اللسان، وهو طرفه، والمراد بالظهر أي ظهر اللسان لا ظهر طرفه، ومجمل القول: أن مخرج هذه الثلاثة من أدنى حافة اللسان ممتدا إلى منتهاها إلا أن اللام تخرج من أدناها، والنون من طرف اللسان والراء يداني مخرج النون داخلا إلى ظهر رأس اللسان فلا يكون حينئذ مقدما على مخرج النون.)
(16) الطاء والدال المهملتان ومعهما التاء تسمى الثلاثة: بالحروف النطعية، لأنها من نطع غار الحنك الأعلى وهو سقفه، ويلاحظ تخفيف نون (ومن) مراعاة للوزن، والتحقيق في تسميتها نطعية لمجاورة مخرجها نطع الغار الأعلى وهو سقفه لا لخروجها منه، ثم أخبر أن حروف الصفير وهي الصاد والزاي والسين مستقر خروجها من طرف اللسان، والمعنى أن طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا، ومنه تخرج الطاء والدال والتاء.)
(17) (منه) أي من طرف اللسان مع ما فوق الثنايا السفلى، أو مع ما بين الثنايا السفلى والعليا، ولا فرق بينهما، لأن ما فوق الثنايا السفلى هو بالضبط ما بين الثنايا السفلى والعليا، وقد جاء في بعض الكتب بيان هذا المخرج بالتعبير الأول كالجزرية، وفي بعضها بالتعبير الثاني كالشاطبية، والعلة في اختلاف التعبيرين ضرورة الشعر التي دعت كلا إلى التعبير بما يتسع نظمه، ومن هذا المخرج تخرج الصاد والزاي والسين، وتسمى: أسلية لخروجها من أسلة اللسان أي مستدقه.
ثم وضح الناظم أن من طرف اللسان أيضا مع أطراف الثنايا العليا، تخرج الظاء والذال والثاء، وهي الحروف التي جرت عادة القراء على النصح بإخراج اللسان