نام کتاب : الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 55
فرسالاتهم كانت محدودة الزمان والمكان والبيئة البشرية بنص القرآن
الكريم (5).
أما رسالة «محمد» - صلى الله عليه وسلم - فعامة لكل الجنس البشرى،
قال تعالى: {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرًا ونذيرا}. [سبأ: 28].
وقال تعالى: {قل يا أيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعًا}.
[الأعراف: من 158].
وليس معنى عالمية الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان أن يفرض
على الناس بالقوة، إذ لا إكراه فى الدين، ولأن الأسلوب الذى أمر الله
- تعالى - به فى الدعوة إلى دينه هو: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة
والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن}. [النحل: من 125].
والمعنى الحقيقى لعالمية الإسلام أنه رسالة مفتوحة للبشر كلهم،
دون تمايز أو تفرقة، ودون قيود أو عوائق، فهو ليس ديانة مقصورة
على فئة بعينها، كما يدعى اليهود - مثلا - أن ديانتهم خاصة بهم
وحدهم، اختصهم الله بها دون غيرهم من البشر، بل الناس جميعًا فى
الإسلام سواء، لافضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى، فهم من أب
واحد وأم واحدة، وأكرمهم عند الله أتقاهم.
وكان من بين الصحابة مسلمون من غير العرب، مثل «سلمان
الفارسى»، و «صهيب الرومى»، و «بلال الحبشى»، وكانت منزلتهم
عند رسول الله تفوق منزلة كثير من الصحابة، كما كان الصحابة
أنفسهم يعاملونهم أكرم معاملة، حتى إن «عمر بن الخطاب» يقول
عن «بلال بن رباح الحبشى»: «أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا»، يقصد
بلالا.
رسائل الرسول إلى ملوك العالم ورؤسائه:
كان النبى - صلى الله عليه وسلم - ينتظر الفرصة المواتية، والوقت
المناسب؛ ليخرج بالدعوة الإسلامية من شبه الجزيرة العربية إلى
النطاق العالمى، وجاءت هذه الفرصة بعد «صلح الحديبية»، الذى أمِنَ
به إلى جانب «قريش» أعدى أعدائه فى الداخل يومئذٍ، وقضى على
خطر اليهود بفتح «خيبر».
ومع بداية العام السابع من الهجرة ساد شبه الجزيرة العربية جو من
الهدوء النسبى، فبدأ النبى - صلى الله عليه وسلم - فى تبليغ دعوته
نام کتاب : الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 55