نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 123
[1] - الأمبراطور قسطنطين الكبير: غادر الأمبراطور قسطنطين الكبير (305 - 337م) روما القديمة، على ضفاف التيبر، واتجه إلى إقامة عاصمة جديدة هي القسطنطينية أوروما الجديدة على ضفاف البسفور التي افتتحها بالفعل في 11 مايو 330م، وقد عاشت الأخيرة في قلب حضارات العالم القديم المصرية والفارسية واليونانية ونهلت من ذلك الميراث الحضاري الخصب، وبمرور القرون ازدهرت تلك المدينة ازدهاراً بالغاً ومع انهيار روما القديمة عاصمة الإمبراطورية الرومانية على أيدي العناصر الجرمانية بقيادة ادواكر، وإسقاط حكم رومولوس، أوجستيلوس عام 476م، ثم بقاء القسطنطينية بعيدة عن التأثير الجرماني الكاسح المدمر، بدأنا ندرك أن هناك فوارق حضارية أخذت في الاتساع بين الطرفين الشرق البيزنطي والغرب الأوروبي ولا يستطيع الباحث المنصف حتى القرن الثاني عشر الميلادي/السادس الهجري إلا ويدرك أن هناك ما يمكن وصفه بالفجوة الحضارية بين الجانبين، مع ملاحظة أنه منذ القرن المذكور بدأت تلك الهوة تضيق نسبياً بينهما من خلال ظهور ما يعرف بنهضة القرن الثاني عشر؛ وهي أخطر النهضات الأوروبية في مرحلة القرون الوسطى بصفة عامة، ومع ذلك ظل البيزنطيون ينظرون إلى الغرب الأوروبي نظرة ازدراء واحتقار، لقد شعروا بأنهم خلفاء الرومان، وحتى الإمبراطور البيزنطي نفسه كان يصف نفسه بالإمبراطور الروماني، ولم تكن بيزنطة تعترف بوجود إمبراطور آخر في الغرب الأوروبي ومعنى ذلك أن كلا من الجانبين افتقد القدرة على الاعتراف بالآخر وهذه زاوية محورية من أجل فهم أبعاد الصدام الذي حدث في عام 1204م/602هـ [1]. [1] الحروب الصليبية العلاقات بين الشرق والغرب ص 254.
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 123