نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 277
[2] - السيف الآمدِيُّ توفي: 631هـ: العلامة المصنف فارس الكلام سيف الدين علي بن أبي عليَّ بن محمد ابن سالم التَّغلبي الآمدي الحنبليُّ ثم الشافعي [1]، صاحب المصنَّفات في الأصلين وغير ذلك، من ذلك "أبكارُ الأفكار" في الكلام و "دقائق الحقائق" في الحكمة، و"إحكام الأحكام" في أصول الفقه، وكان حنبليًّ المذهب، فصار شافعياً أصولياَّ منطقياً جدلياَّ خِلافيَّا، وكان حسنَ الأخلاق، سليم الصدر، كثير البكاء، رقيق القلب، وقد تكلموا فيه بأشياء الله تعالى أعلم بصحتها، والذي يغلبُ على الظنَّ أنه ليس لغالبها صحة، وقد كانت ملوك بني أيوب كالمعظم والكامل يكرمونه، وإن كانوا لا يُحبونه كثيراً، وقد فَّوض إليه الملك المعظم تدريس العزيزية، فلما ولى الأشرف دمشق عزله عنها ونادى في المدارس أن لا يشتغل أحد بغير التفسير والحديث والفقه ومن اشتغل بعلوم الأوائل نفيته، فأقام الشيخ سيف الدين بمنزله إلى أن توفيَّ بدمشق في صفر من هذه السنة ودفن بتربته بسفح قاسِيونَ [2] قال القاضي ابن خلكان: ... انتقل إلى الشام، واشتغل بعلوم المعقول، ثم إلى الديار المصرية، فأعاد بمدرسة الشافعية بالقَرَافة الصغرى، وتصدَّر بالجامع الظافرىَّ، واشتهر فضله، وانتشرت فضائله، فحسده أقوام، فسِعوا به، وكتَبوا خُطوطَهم باتَّهامه بمذهب الأوائل والتعَّطيل والإنحِلالِ، فطلبوا من بعضهم أن يوافقهم، فكتب:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداءٌ له وخصوم (3)
ويحكى عن ابن عبد السلام أنه قال: ما تعلمنا قواعد البحث إلا منه، وأنه قال: ما سمعت أحداً يلقي الدَّرس أحسن منه، كأنه يخطب وأنه قال: لو ورد على الإسلام متزندق يشكك ما تعَّيَّن لمناظرته غيره لاجتماع الآت فيه [4]. [1] المصدر نفسه (22/ 364). [2] البداية والنهاية (17/ 215).
(3) وفيات الأعيان (3/ 293). [4] شذرات الذهب (7/ 254).
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 277