نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 330
وعرج شخصه في اليقظة إلى السماء، ثم إلى حيث شاء الله من العُلا وأكرمه الله بما شاء وأوحى إليه "ما كذب الفؤاد ما رأى" (النجم، آية: 11) فصلى الله عليه وسلم في الآخرة والأولى، والحوض الذي أكرمه الله تعالى به غياثاً لأمته - حقُّ والشفاعة التي أدَّخرها لهم حق كما رُويَ في الأخبار، والميثاق الذي أخذه الله تعالى من آدم وذَّريته حَقَّ، وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة، وعدد من يدخل النار جمله واحدة فلا يزاد في ذلك العَدَدُ ولا ينقص منه وكذلك أفعالهم فيما علم منهم أن يفعلوه، وكُلُّ مُيَسَّرٌ لما خُلِق له، والأعمال بالخواتيم، والسعيد من سعد بقضاء الله، والشقي من شقى بقضاء الله، وأصل القدر سر الله في خلقه لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان، وسلمَّ الحرمان، ودرجة الطغيان، فالحذر كل الحذر من ذلك نظراً وفكراً ووسوسة، فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مَرَامه، كما قال الله تعالى في كتابه " لايُسألُ عّما يفعل وهم يُسألون" (الأنبياء، 23).
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 330