نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 36
ومعه أخوه الملك المفضل قطب الدين موسى فتسلموها واستوطنوها، وعندما دخل الملك العزيز دمشق، أظهر العدل وأبطل المكوس، وأزال المظالم، واعتقد الناس أن مقامه عندهم يطول، وفرحوا به لما كانوا يعرفونه به من الكرم والبذل، وإقامة منار العدل، ولم يشعروا به إلا وقد تقدم بالتبريز وأجمع على الرحيل إلى الديار المصرية [1].
وكان الملك الأفضل عندما خرج من دمشق بأهله وأصحابه أخرج معه وزيره ضياء الدين بن الأثير مختفياً في صندوق من بعض صناديقه، خوفاً عليه من القتل، وكان قد ترقبه أقوام ليقتلوه فلم يظفروا به [2]. وقال عماد الدين الأصفهاني الكاتب: وكنا نظن أن للملك الأفضل مالاً مجموعاً فلم يظهر شيء لسوء تدبير وزيره، فأقام الملك الأفضل بعد خروجه من القلعة نازلاً بمسجد خاتون ووزيره مختفٍ عنده إلى أن هرب إلى الموصل [3] وقال: ومن العجب أن الملك الأفضل مع علمه بشؤم وزيره وأن كل ما هو فيه من النقص بادباره وسوء تدبيره، ضمه إليه وترفرف بجناحه عليه، فأخرجه في قماشه، وسّرحه بريشه ورياشه، وكان أدعى عليه بمال فأقَّر الملك الأفضل بوصوله إلى خزانته، وبرّأه من حسابه وخيانته، وانفصل إلى الموصل بمال دمشق وأعمالها ثلاث سنين، وجمع آلافا مؤلفة ولم يُفرقَّ الأفضل منها مائين [4]. وقال: وعهدي بقوم دخلوا عليّ متأسفين على سلامته واستقامة أمره في ظعنه وإقامته، فقلت: إنما سألنا الله تعالى كفاية شره وسوءه لاسواه فقد أبعده الله فلا قرَّب نواه [5]. [1] المصدر نفسه (3/ 67). [2] المصدر نفسه (3/ 64). [3] المصدر نفسه (3/ 64). [4] مفرج الكروب (3/ 65). [5] المصدر نفسه (3/ 65).
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 36