نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 452
5 - من زاوية أخرى نعارض الخلط بين التسامح والتفريط، فمن حق الكامل الأيوبي، أن يتسامح مع الصليبيين بأن يسمح لهم بالحج إلى المحارم المسيحية المقدسة في أمن وأمان كاملين، أما أن يقدم لهم القدس على اعتبار أنها بلا أسوار، وأنه متى أراد استرجاعها تمكن من ذلك فهو أمر لا يدخل ضمن باب التسامح بل في غير موضعه يظهر التهاون الذي لا مبرر له ويلاحظ هنا أن السلطان الأيوبي صلاح الدين تسامح مع الصليبيين ولم يفرط، فقد جنبهم الفتك بهم عندما دخل القدس فاتحاً في أعقاب حطين 1187م/583هـ وسمح لهم في أعقاب صلح الرملة 1192م/558هـ بالحج، غير أنه في مواقف أخرى كان حازماً صارماً لأن الأمر احتاج منه ذلك، وحادثة فرسان الاسبتارية والداوية والفتك بهم عقب حطين أمر مؤكد، وخير دليل على أن تسامحه الواعي كانت له حدود، وهكذا لم يفرط السلطان العظيم مؤسس الدولة الأيوبية وإنما كان تكفل بذلك خير قيام وعلى نحو كامل [1]. [1] الحروب الصليبية العلاقات بين الشرق ص 297.
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 452