responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 499
وكان مع تبّحرِه في الفقه مجوَّداً لما ينقله، قويَّ المادة من اللغة والعربية، متفنّنا في الحديث متصوناً مُكباَّ على العلم، عديم النُظير في زمانه وله مسألة ليست من قواعده شّذ فيها وهي صلاة الرغائب قّواها ونصرها مع أن حديثها باطلُ بلا ترددٍ ولكنَّ له إصابات وفضائل ومن فتاويه أنه سُئل عمن يشتغل بالمنطق والفلسفة فأجاب: الفلسفة أُسُّ السَّفَهِ والانحلال ومادة الحيرة، والضَّلال، ومثارُ الزيغ والزَّندقة ومن تفلسف، عَميِتْ بصيرته عن محاسن الشريعة المؤيّدة بالبراهين، ومن تلبسَّ بها قارنه الخذلان والحرمان واستحوذ عليه الشيطان، وأظلم قلبه عن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، إلى أن قال: واستعمال الاصطلاحات المنطقية في مباحث الأحكام الشرعية من المنكرات المستبشعة، والرقاءات المستحدثة، وليس بالأحكام الشرعية - ولله الحمد - افتقار إلى المنطق أصلا، وهو قعاقع قد أغنى الله كُلَّ صحيح الذهن، فالواجب على السلطان أعزّه الله أن يدفع عن المسلمين شَّر هؤلاء المشائيم ويخرجهم من المدارس ويبعدهم [1] وتوفَّي الشيخ تقيّ الدين - رحمه الله - في سنة الخُوارزميّة في سحر يوم الأربعاء الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وستَة مئة، وحمل على الرؤوس، وأزدحم الخلق على سريره، وكان على جنازته هيبة وخُشوع، فصُليّ عليه بجامع دمشق، وشيعَّوه إلى داخل باب الفَرجَ فصلوُّا عليه بداخله ثاني مرة؛ ورجع الناس لمكان حصار دمشق بالخوارزمية وبعسكر الملك الصالح نجم الدين أيوب لعمَّه الملك الصالح عماد الدين إسماعيل، فخرج بنعشه، نحو العشرة مشمّرين، ودفنوه بمقابر [2] الصوفية وقال السبط: أنشدني الشيخ تقيُّ الدين بن الصلاح من لقطه.
احذر من الواوات ... أربعة فهنَّ من الحتوف
واوَ الوصية والوديعة ... والوكالة والوُقوف (3)

[1] المصدر نفسه (23/ 143).
[2] المصدر نفسه (23/ 143).
(3) البداية والنهاية (17/ 282).
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 499
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست