نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 556
6 - خطأ كبير في تقدير العامل الزمني: وكما أخطأ لويس التاسع في اختيار الطريق السليم إلى القاهرة، كذلك لم يقدر بوصفه قائد الحملة أهمية العامل الزمني في الحروب ودخله في تقرير مصير البلاد [1]، فالحروب عادة تقوم على السرعة والمباغته، لأن هذه السياسة هي أحسن ما يمكن اتباعها لبث الاضطراب في معسكر العدو ولكن حوادث الحملة أثبتت أن الصليبيين لم يراعوا على الإطلاق قيمة هذا العامل الهام وما يترتب على التباطئ والتأخير من أضرار بالغة [2]، فالوقت الذي أضاعه الصليبيون في قبرص كان سبباً في تسرب أنباء تحرك الحملة والوقت الذي أضاعوه في دمياط كان سبباً في إعطاء الفرصة للقوات الإسلامية في التقاط أنفاسهم وإعادة تنظيم قواتها، وفضلاً عن ذلك فإن هذا الوقت الذي ضاع في قبرص ودمياط قد أدى إلى نفاذ المؤن والأموال ودفع بالقوات الصليبية إلى اللهو والإنغماس في الملذات، مما أدى إلى إنهاك القوات الصليبية واختلال توازنها وانتشار الأمراض وموت عدد من الصليبيين وكان على الصليبيين الاتعاظ من ضياع الوقت في قبرص ولكنهم عادوا وكرروه في دمياط دون قتال واعتقادهم أن الطريق أصبح مفتوحاً أمامهم إلى القاهرة وأنهم سيستولون على القاهرة بنفس السهولة التي استولوا بها على دمياط [3]. [1] المصدر نفسه ص 245. [2] المصدر نفسه ص 246. [3] تاريخ الحروب الصليبية، محمود سعيد ص 316.
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 556