responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 796
وقوله تعالى "وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه" (المائدة، آية: 48) وضح القرافي أن المراد تصديق الكتب المنزلة لا المبدلة وهذا لا يمترى فيه عاقل [1] وأما ما يتعلق بمدح القرآن للنصارى ففي قوله تعالى: "لتجدنَّ الناس عداوة للذين ءامنوا اليهود والذين أشركوا" (المائدة، آية: 82) قال القرطبي: هذه الآية نزلت في النجاشي وأصحابه لما قدم عليه المسلمون في الهجرة الأولى [2]. وقال البغوي: لم يرد به جميع النصارى لأنهم في عداوتهم المسلمين كاليهود في قتلهم المسلمين وأسرهم وتخريبهم بلادهم وهدم مساجدهم وإحراق مصاحفهم، لا ولاء ولا كرامة لهم، بل الآية فيمن أسلم منهم مثل النجاشي وأصحابه [3]. وفي قوله تعالى: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن" (العنكبوت، الآية: 46)، بين القرافي أن في ذلك دليلاً على أنهم على الباطل، ولو كانوا على الحق ما احتاج المسلمون إلى جدالهم [4]. وهكذا فند العلماء المسلمون في عصر الحروب الصليبية شبه النصارى حول هذه الآيات وأمثالها والتي تعلقوا بها زعماء منهم أن فيها ثناء عليهم وإقراراً لباطلهم موضحين المعنى الصحيح لها إزالة للشبهة وإقامة للحجة [5].

[1] الأجوبة الفاخرة ص 21.
[2] الجامع لأحكام القرآن (3/ 165).
[3] معالم التنزيل، للبغوي (3/ 85).
[4] الأجوبة الفاخرة ص 29.
[5] دعوة المسلمين للنصارى في عصر الحروب الصليبية (1/ 327).
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 796
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست