نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 85
وافق العادل على هذا المبدأ وعاد نور الدين أرسلان شاه الأول إلى الموصل في شهر ذي القعدة/شهر آب [1].
ج- التعاون الأيوبي الزنكي في حصار ماردين: اتسمت سياسة نور الدين أرسلان شاه الأول تجاه الأيوبيين بالتقلبات السريعة وفقاً للمصالح المتبادلة بين الجانبين. وتطبيقاً للمبدأ السياسي الذي يقول بأنه لا توجد سياسات دائمة بل مصالح دائمة وهذا مبدأ قديم عند الكثير من السياسيين كما نرى وليس اكتشاف غربي كما يرى البعض؛ وتعاون صاحب الموصل مع العادل في مهاجمة الأراتقة في ماردين في شهر محرم عام 599هـ/شهر أيلول عام 1202م ذلك أن العادل لم ينس الهزيمة التي مُنيت بها قواته في ماردين في عام (595هـ/1199) ولم يغفر للماردينيين جرائمهم بحق جنده، لذا قرر الانتقام، وكان قد حصَّن موقفه نتيجة اتفاق الصلح الذي عقده مع أبني أخيه الأفضل علي والظاهر غازي من جهة، واستقطاب صاحبي الموصل وسنجار من جهة أخرى والراجح أن انضمام نور الدين أرسلان شاه الأول إلى جانب العادل من شأنه أن يكسبه بعض المغانم، وقد يؤدي إلى التوسع على الأرض على حساب الأراتقة وأرسل العادل عساكره إلى ماردين بقيادة ابنه الأشرف موسى، فحاصرت المدينة، وانضمت إليهم عساكر من الموصل وسنجار، ويبدو أن الحصار استغرق وقتاً طويلاً دون أن يحصل المتحالفون على مكاسب، فتدخل الظاهر غازي في الصلح الذي تَّم على الأسس التالية:
- يدفع صاحب ماردين مائة ألف دينار إلى العادل.
- يضرب السكة باسم العادل، ويخطب له في بلاده.
- يتعهد بإرسال العساكر إلى العادل متى طلب منه ذلك (2) [1] التاريخ الباهر ص 196، مفرج الكروب (8/ 127).
(2) تاريخ الأيوبيين ص 247.
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 85