نام کتاب : نيل الأمل في ذيل الدول نویسنده : المَلَطي، زين الدين جلد : 1 صفحه : 382
إلى الإسكندرية فسجنوا بها، وخلا الجو ليلبغا، وزال طيبغا كأنه لم يكن. وقرّر في إمرة سلاح عوضه طيدمر البالسي، وفي الدوادارية طيبغا الأبوبكري عوضا عن الإسعردي [1]، وحصّل ولايته، وعزل أناس، وقدّم أناس، وأمّر آخرين تقادم ألوف، وطبلخانات وعشرات، منهم في الإمريّة [2] سودون الشيخوني [3].
وزيّنت القاهرة في هذه الأيام زينة حافلة، وركب الأمراء المذكورين [4] وأتوا بالشرابيش إلى المدرسة المنصورية للحلف بها على العادة، وكان يوما حافلا [5].
[رجب]
[قدوم رسل الفرنج إلى القاهرة]
[وفي] رجب قدم الخبر من الإسكندرية بأنه قدم رسل من الفرنج وطلبوا رهائن لينزلوا بالمكاتبة التي معهم للسلطان [6]، فبعث / 79 أ / إلى الإسكندرية يخبر ذلك، فاقتضى الرأي أن يخرج جماعة من أولي الجرائم ممّن استحقّ غاية القتل، وتجهّزوا إلى الثغر في هيأة [7] بياض الناس، ويبعث بهم إلى الفرنج رهائن. ومشى [8] ذلك على الفرنج، فنزلوا وحضروا القاهرة، واجتمعوا بالأتابك، فظنّوه السلطان، فقيل لهم إنّ هذا أمير من أمراء السلطان، وكان السلطان غائبا، فأدهشهم ما رأوا، وقدّموا هدية معهم جليلة فرّقها الأتابك على من كان حاضرا عنده، واختصّ بشيء قليل منها، وفتح مكاتيبهم [9] وهي تتضمّن التودّد، وأنهم في الطاعة، وأنهم يقومون على صاحب قبرس حتى يردّ الأسرى المأخوذين من الإسكندرية، ويعوّض المال، وهم يسألون تجديد الصلح ومن تمكّن تجّارهم من قدمتهم الثغر، وأن يفتح كنيسة قمامة لحجّهم، وكانت قد أغلقت من كائنة أخذ الإسكندرية.
فأجابهم الأتابك بأنه لا بدّ من غزو قبرس وتخريبها. ثم أخرجوا، فأقاموا بالوطاق ثلاثة أيام، ثم وجّه بهم إلى دار الضيافة حتى قدم السلطان من سرحته، فصعد بهم إليه، [1] السلوك ج 3 ق 1/ 117. [2] في الأصل: «العربه». [3] السلوك ج 3 ق 1/ 118. [4] في الأصل: «المذكورون». [5] الجوهر الثمين 2/ 223، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 50 أ، والذيل على العبر للعراقي 1/ 192، والبداية والنهاية 14/ 318، 319، والسلوك ج 3 ق 1/ 115 - 117، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 274، 275، وتذكرة النبيه 3/ 292، والنجوم الزاهرة 11/ 31، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 25 - 27. [6] زاد في الأصل «والأتابكة». [7] في الأصل: «هية». [8] في الأصل: «وسع» والمثبت عن السلوك. [9] في الأصل: «مكاتبهم».
نام کتاب : نيل الأمل في ذيل الدول نویسنده : المَلَطي، زين الدين جلد : 1 صفحه : 382