نام کتاب : نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك نویسنده : العباسي الصفدي جلد : 1 صفحه : 52
وقيل: إنه من قرية يقال لها: فرّان بلى [1].
وقيل: إنه كان يكنّى بأبي مرّة [2].
وملك خمس ماية عام [3].
وقيل: أربع ماية عام [4].
ولما ملكها كان عمره مائة عام. والله أعلم.
وكان سبب ملكه أنّ أهل مصر لما هلك كاشم اختلفوا على من يملكّوه من أيّ بيت، وكانوا اثنا [5] عشر بيتا، كل بيت يقولون: الملك منّا. فاتفقوا جميعهم وأجمعوا رأيهم على [6] أنهم يركبوا ويخرجوا [7] إلى الفجوة [8]، وأيّ من وجدوه مقبلا سألوه:
ممّن يكون الملك؟ فمن قال لهم عنه ارتضوا [9] به الجميع، ولا يخرجوا عن هذا الحكم، فلما خرجوا وجدوا فرعون وهو مقبلا [10] راكبا على جمل بين عدلي [11] نطرون، فقالوا: هكذا يحكم بيننا، فأنزلوه وقالوا له: إننا قد اتفقنا وتحالفنا على أيّ من قلت إنّه الملك ملّكناه علينا، ولا نخرج عنه.
فقال: أخاف ما تسمعوا منّي، احلفوا قدّامي، فحلّفهم بين يديه، وأكّد عليهم، فقال لهم: إنني أرى أن أملّك نفسي عليكم وتحسموا المادّة في ذلك، لأني أيّ من قلت: يكون الملك من البيت الفلانيّ، يبقى في نفوس الباقين. وأنتم على أماكنكم ومراتبكم، وأنا واحد منكم بين أيديكم إله. فوافقوه [12] الجميع على ذلك، وملّكوه عليهم، وألبسوه ثياب الملك، وركّبوه، ودخلوا به البلد.
فلما تمكّن من الملك أسرّ إلى غلمان الكبراء وقال لهم: أيّ من قتل أستاذه أعطيت له مكانه وأزوجته بزوجته، ودفعت له جميع ما يملكه. وواعد الجميع إلى يوم واحد، ففعلوا ذلك، وأوفا [13] لهم بما وعدهم، حتى تمكّن وزاد تمكّنه، قتل الغلمانّ أولا فأولا [14].
واستمر في الملك، وطال عمره، واغترّ، وادّعى الربوبية. وجرى له مع نبيّ الله موسى بن عمران عليه السلام ما جرى [15]. [1] في فتوح مصر 76 «كان من فرّان بن بلى». [2] فتوح مصر 77، حسن المحاضرة 1/ 18. [3] فتوح مصر 78، حسن المحاضرة 1/ 18. [4] فتوح مصر 78. [5] الصواب: «وكانوا اثني». [6] في الأصل: «أعلى». [7] الصواب: «يركبون ويخرجون». [8] في حسن المحاضرة 1/ 18 «إلى الفجّ». [9] الصواب: «ارتضى». [10] الصواب: «وهو مقبل». [11] في حسن المحاضرة: «عديلتي». [12] الصواب: «فوافقه». [13] الصواب: «وأوفى». [14] الصواب: «فأول». [15] حسن المحاضرة 1/ 18.
نام کتاب : نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك نویسنده : العباسي الصفدي جلد : 1 صفحه : 52