حياته العملية:
ذكرت بعض المصادر أنه في آخر أيامه تولى إمرة دمياط، فلم يفلح بها ولم تطل مدته فيها ورجع الى القاهرة، فمات بها في ذي الحجة سنة 809 هـ / 1406 م وقد جاوز الستين [1].
مكانته بين علماء عصره:
مما لا شك فيه أن ابن دقماق كان من أبرز مؤرخي عصره، نظرا لوفرة تصانيفه في كتابة التاريخ وتنوعه في موضوعاته، ومما كان يعزز هذا الرأي ما أشار اليه كل من المقريزي (ت 845 هـ / 1441 م) وابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ / 1448) وابن تغري بردي (ت 874 هـ / 1469 م)، إلا أن العديد من مؤرخي ذلك العصر قد أخذوا عنه ونقلوا من كتبه وخطه الشيء الكثير.
ويذكر شمس الدين السخاوي [2] (ت 902/ 1496 م) أن شيخه، ويقصد به ابن حجر العسقلاني، اعتمد ابن دقماق وأن غالب ما نقله من خطه ومن خط ابن الفرات عنه، مما يعني أيضا أن ابن الفرات (ت 807 هـ / 1404 م) أخذ عن ابن دقماق وكذلك البدر العيني (ت 855 هـ / 1451 م)، ويضيف أن البدر العيني يكاد يكتب منه الورقة الكاملة متوالية [3].
ويؤكد ابن حجر العسقلاني ما جاء سابقا أنه اجتمع بصارم الدين إبراهيم ابن دقماق كثيرا وغالب ما ينقله من خطه ومن خط ابن الفرات عنه [4]. ولا يفوتنا ذكر المقريزي عن صحبته لابن دقماق ومجاورته وملازمته له سنين كثيرة [5]، وإذا ما نظرنا إلى ما جاء في دائرة [1] أنظر الضوء اللامع 1/ 11، المنهل الصافي 1/ 120 - 121. [2] أنظر الضوء اللامع 1/ 11 ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 160. [3] باطلاعنا على الجزء الأول من كتاب عقد الجمان (حوادث 648 - 664 هـ) للبدر العيني، الذي حققه الدكتو محمد محمد أمين بالقاهرة 1978، وهو الجزء الذي يشترك ببعض السنين مع أحداث مخطوطة ابن دقماق نزهة الأنام، لم نجد ما يشير إلى أن العيني نقل عن ابن دقماق، بل إنه اعتمد على العديد من المصادر المتنوعة التي كان يشير إليها في كتابه عندما يتعرض لحدث من الأحداث أو ترجمة من التراجم. قارن ما جاء عند العيني في ذكره لأحداث سنة 648 هـ و 656 هـ في عقد الجمان، الجزء الأول. [4] أنظر إنباء الغمر في انباء العمر 1/ 4. [5] أنظر الضوء اللامع 1/ 146، الشذرات 8/ 81، المنهل الصافي 1/ 120 - 121.