نام کتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام نویسنده : ابن دُقْماق، صارم الدين جلد : 1 صفحه : 198
وفيها حضر الناصر صاحب حلب الى دمشق بعساكره وملكها [1] باتفاق من الأمراء القيمرية، فلما استولى على البلد والقلعة، اعتقل الأمير جمال الدين ابن يغمور ثم أخرجه بعد قليل من الاعتقال، وأحسن اليه، ثم اعتقل جماعة من الأمراء الصالحية وأعطى اقطاعات والمعتقلين للأمراء القيمرية زيادة على ما كان بأيديهم.
وفيها اتفق الناصر يوسف صاحب حلب ودمشق ومن عنده من الأمراء القيمرية على الدخول الى الديار المصرية وأخذها ممن قد استولى عليها ووافقه الأمراء الدمشقيون والحلبيون، وخرج بعساكره طالبا الديار المصرية بإشارة بدر الدين لؤلؤ وكان كثير الاستهزاء بعساكر الديار المصرية، ويقول أخذها بمائتي قناع [2]. فلما بلغ عز الدين أيبك ذلك، جمع العساكر وجمع عربانا من الصعيد [3] وخرج بجموع كثيرة، فكان الملتقى على منزلة الكراع بالقرب من الخشبي (84 أ) بالرمل، يوم الخميس العاشر من ذي القعدة، فانهزم المصريون ونهبت أثقالهم ووصلت طائفة من البحرية الصعيد، ونهبوا [4]. وخطب في ذلك النهار بالقاهرة للسلطان الملك الناصر وكذلك في القلعة ومصر وسائر البلاد. وبات جمال الدين ابن يغمور بالعباسة، وأحمى الحمام للسلطان الملك الناصر وهيأ [5] له الإقامة، هذا والملك الناصر على كراع ما عنده خبر، وهو واقف بصناجقه [6] وخزائنه وأصحابه، وذلك أنّ الشاميين كسروا ميسرة المصريين وساقوا خلفهم، وما علموا بما جرى بعدهم. وأنكسرت ميمنة الشاميين، وأما القلبين [7] فإنهم ثبتوا وتقاتلوا، أما ميسرة المصريين فإنهم لما انكسروا دخلوا القاهرة وبعضهم راح الى الصعيد، وأما ميمنة الشاميين فإنهم لما انكسروا قتل منهم المصريون خلق كثير في الرمل وأسروا خلق كثير [8]. ولما ثبت القلبان استظهر الملك الناصر، فخاف أمراؤه منه فهربوا منه بأطلابهم الى عند عز الدين أيبك التركماني، وهم الأمير جمال الدين ايدغدي العزيزي، والأمير جمال الدين أقوش الحسامي، والأمير بدر الدين بكتوت الظاهري [1] ورد مثل هذا الخبر سابقا ويبدو أنه تكملة لما فات ذكره في الخبر الأول. أنظر ص 82 ب من المخطوط. [2] أي مائتي امرأة، أنظر النجوم الزاهرة 7/ 6. [3] في الأصل: عربان من الصعدين، التصويب من السلوك ج 1 ق 2، ص 372. [4] حول هذه الواقعة قارن التشابه في الإيراد في السلوك ج 1 ق 2 ص 372 - 379، وانظر أيضا في المختصر في أخبار البشر 3/ 184 - 185، والنجوم الزاهرة 7/ 6 - 10، وابن العميد في:
B .E .O .,T,XV,P .162. [5] في الأصل: عبأ. [6] كذا في الأصل والصواب سناجقة. [7] كذا في الأصل والصواب القلبان. [8] كذا في الأصل والصواب: خلقا كثيرا.
نام کتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام نویسنده : ابن دُقْماق، صارم الدين جلد : 1 صفحه : 198