ثنايا لأحداث الكثيرة والمتراكمة ضمن أحداث السنة الواحدة.
ثالثا - ذكر أخبار الطرائف والعجائب والكوارث الطبيعية والأوبئة. ومن أمثلة أخبار الطرائف والعجائب ما ذكره ابن دقماق في سياق سنة 634 هـ / 1236 م عن قصد جماعة في بغداد لزيارة صديق لهم مريض ليعودوه على سطح داره، وكانوا سبعة أشخاص فوقع السقف الذي هم عليه وماتوا جميعا ما خلا المريض [1]. وأيضا ذكره لخبر امرأة ولدت في بغداد أربعة أولاد في بطن واحد، توفي واحد منهم وأحضر الثلاثة الباقون الى دار الخلافة فاستعجبوا لها واعطيت ما قيمته الف دينار [2]. وكذلك ما ذكره عن وصول شخص صغير الخلقة جدا الى بغداد، يقال له أبو منصور الأصبهاني، طوله ثلاثة أشبار ولحيته طويلة، وعمره إذ ذاك خمس وأربعون سنة، فأحضر الى الخليفة، فأنعم عليه وأجري له راتب [3].
ومن الملفت للنظر أن جميع هذه الطرائف والعجائب قد وقعت في بغداد، وأن ابن دقماق ربما يكون قد استقاها من مصادر بغدادية مباشرة أو نقلها عن نقلتها من مصادرها الأصلية البغدادية. (راجع ما علقنا عليه في الحواشي عندما تعرضنا لتحقيق هذه الطرائف والعجائب في أماكنها من المخطوط).
ومن أمثلة الكوارث الطبيعيّة ذكره للزلزال الذي وقع في بغداد ثلاث مرات في سياق أحداث سنة 641 هـ / 1243 م، فنظم الشعراء بهذه المناسبة أشعارا كثيرة [4]. وأيضا ذكره لظهور النار بأرض عدن في سياق سنة 652 هـ / 1254 م في بعض جبالها يطير منها شرار في البحر في الليل ويصعد منها دخان بالنهار [5]. وذكره في سياق سنة 654 هـ / 1256 م الغرق العظيم ببغداد الذي هلك فيه خلق عظيم تحت الردم وبقيت المراكب تمشي في أزقة البلد [6].
ومن أمثلة الأوبئة ما ذكره ابن دقماق في سياق سنة 633 هـ / 1235 م، حصول وباء عظيم بمصر والقاهرة مات فيه خلق كثير واستمر ثلاثة شهور [7]. وأيضا ما ذكره في سياق سنة [1] أنظر المخطوط الورقة (21 ب). [2] أنظر المخطوط الورقة (76 أ). [3] أنظر المخطوط الورقة (78 ب). [4] أنظر المخطوط الورقة (57 أ). [5] أنظر المخطوط الورقة (96 أ). [6] أنظر المخطوط الورقة (101 أ). [7] أنظر المخطوط الورقة (19 ب).