دمشق، الملك الأشرف، وأقام في بيته، ولم يباشر بعدها خدمة.
وكانت ولادته بدمشق يوم الإثنين تاسع شعبان سنة تسع وأربعين وخمسمائة. ومات عشية نهار الإثنين العشرين من ربيع الأول من هذه السنة بدمشق، ودفن من الغد بمسجده الذي أنشأه بأرض المزة، وله يتغزل في بيطار: [الكامل]
لله بيطار بحمص مارنا ... إلا وسلّت مقلتاه مخذما
أحنى على سرد [1] النعال فخلته ... بدرا يصوغ من الأهلّة أنجما
وله في الصاحب بن شكر [2]: [الخفيف]
(7 أ) فعل إحسانه بغير قياس ... لازم وهو عامل [3] يتعدّى
ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين وستمائة
فيها اجتمع الملك الأشرف موسى بأخيه الملك الكامل محمد، وكان الأشرف قد عاين ملك الروم، فرغب الملك الكامل في التوجه لأخذه، فصغى [4] السلطان الكامل الى قوله وتجهز وخرج في شهور هذه السنة [5]. فلما وصل إلى دمشق، وكان قد أرسل الى ملوك الشام والشرق بتجهزهم، فاجتمعوا على دمشق، فلما تكاملوا، رحل السلطان بمن معه من عساكر مصر والشام وغيرهم فعبر الفرات ونزل الجانب الشرقي من عند قلعة البيرة [6]، واجتمعوا [7] الملوك من بني أيوب الى خدمته. وكان عدة الملوك الذين حضروا الى خدمته ثمانية عشر [1] في الأصل سود، التصويب من ديوان ابن عنين ص 110. [2] مناسبة هذا البيت من الشعر هو مدحه لصفي الدين بن شكر وزير الملك العادل، المصدر السابق ص 52. [3] في الأصل: فاعل، التصويب من المصدر السابق. [4] في الأصل: فصغا. [5] عند ابن العميد ما يشبه ذلك، قارن في
B .E .O,T .XV,P .141
وتذكر بعض المصادر التاريخية أن سبب اتفاق الملك الكامل وأخيه الأشرف للخروج لأخذ بلاد الروم يعود الى أن السلطان كيقباذ بن كيخسرو استولى على «خلاط» وانتزعها من نواب الملك الأشرف، انظر: زبدة الحلب 3/ 216، مفرج الكروب 5/ 74، المختصر في أخبار البشر 3/ 154، السلوك ج 1 - ق 1 ص 287، شفاء القلوب في مناقب بني أيوب ص 314. [6] هي قلعة حصينة قرب سميساط بين حلب والثغور الرومية، معجم البلدان 1/ 787. [7] كذا في الأصل والصواب إجتمع.