نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 119
وكان حديدى سنانًا ذليقًا ... وعضبًا رقيقًا صقيل الحديد
وقد صار ذلك وذا أدهما ... يعض بساقى عض الأسود
لقد أطنب الشعراء والمؤرخون وأهل الأدب فى سيرة المُعْتَمِد بن عَبَّاد، وسبب ذلك أمور كثيرة وأهمها فى نظرى أن قضيته غريبة، وشخصيته عجيبة، ومرَّ بأمور رهيبة وكانت سيرته مليئة بالمتناقضات فهو الذى قال: «رعى الإبل ولا رعى الخنازير» وهو الذى استعان بالنصارى، وأجلب خيلهم ورجالهم ضد المُسْلِمِين، وسيرته تبين لنا سنن الله فى إعزاز من يشاء وإذلال من يشاء، وإعطاء الملك لمن يشاء ونزعه ممن يشاء.
قال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 26].
وتوفى المُعْتَمِد بن عَبَّاد فى أغمات سنة 488هـ -رحمه الله تعالى-.
وفى النادر الغريب أنه نودى فى جنازته بالصلاة على الغريب، بعد عظم سلطانه وجلالة شأنه، فتبارك مَن له البقاء والعزَّة والكبرياء [1].
من شعر المعتمد بن عباد:
دخل عليه ولده أبو هاشم والقيود قد عضت بساقيه فخاطب قيده فقال:
قيدي, أما تعلمنى مُسلمًا ... أبيت أن تشفق أو ترحما
دمى شرابٌ، واللحم قد ... أكلته ولا تهشم الأعظُما
يُبصرنى فيك أبو هاشم ... فينثني, والقلب قد هُشما
ارحم أخياتٍ له مثله ... جرَّعتهن السُّم والعَلقما
وقال ذات مرة بعد أن أحيط به فى إحدى معاركه:
لما تماسكت الدموع ... وتَنْهنه القلبُ الصديع
قالوا الخضوعُ سياسة ... فليبدُ منك لهم خُضوع [1] وفيات الأعيان (ج5/ 37).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 119