نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 84
رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فإنكم إلى معرفته أهدى، وكتابى إليكم هذا يحمله الشيخ الفقيه الواعظ يفصِّلها ويشرُحها، ومشتمل على نكتة وهو يبينها ويوضِّحها، فإنه لما توجه نحوك احتسابًا، وتكلف المشقة إليك طالبًا ثوابًا، عوَّلت على بيانه, ووثقت بفصاحة
لسانه, والسَّلام» [1].
ثانيًا: ألفونسو والمعتمد بن عباد:
لقد وقع المُعْتَمِد بن عَبَّاد فى أخطاء كثيرة؛ حيث تعاهد مع ألفونسو ضد إخوانه المُسْلِمِين فى طُلَيْطِلَة مقابل أن يسمح له ألفونسو بأخذ ممالك ممن حوله إلاَّ إن النصارى - كما علمت - لا عهود لهم ولا مواثيق، فأراد ألفونسو أن يجد مبررًا لضرب الحصار على إشبيلية, واحتلال قرطبة، فطلب من المُعْتَمِد حصونًا وقرى الموت أحبُّ إليه من تسليمها, ومارس ألفونسو مع المُعْتَمِد أنواعًا من الإذلال والتجنى لتخرج المُعْتَمِد عن طوره ويلغى الاتفاقية الهزيلة بين الطرفين ويجد ألفونسو والنصارى ما يبرِّر أفعاله الانتقامية والوحشية.
فطلب ألفونسو من المُعْتَمِد أن يسمح لزوجته القمطجية أن تلد فى جامع قرطبة بناءً على نصيحة الأساقفة، لأن الطرف الغربى كان موقع كنيسة قرطبة القديمة، وسأله أن تنزل بالزهراء مدينة الخليفة الناصر، لتكون ولادتها بين طيب نسيم الزهراء وفضيلة موضع الكنيسة المزعوم [2]، وأرسل إليه بعثة من خمسمائة فارس برئاسة اليهودى ابن ساليب لأخذ الجزية، وتجرأ السفير وقلَّ أدبه إن كان له أدب، وخرج على العرف الدبلوماسي، وأغلظ فى القول للمُعْتَمِد وقال: «لا تعتقدونى بسيطًا لأقبل مثل هذه العملة المزيفة, لا آخذ إلا الذهب الصافي، السنة القادمة ستكون مدنًا» [3]. فأخذت المُعْتَمِد النخوة الإسلاميَّة وصلب اليهودي، وقتل البعثة، وبذلك يكون ألفونسو قد تحصل على ما يريده، وكان ألفونسو متجهًا لحصار قرطبة فلمَّا وصل خبر البعثة أقسم بآلهته ليغزون المُعْتَمِد فى إشبيلية، وحرَّك جيوشه نحو غرب الأَنْدَلُس فدمَّر كل القرى والتخوم التى فى طريقه نحو إشبيلية, وخرج فى جيش من طريق آخر يدمِّر ويخرِّب ويقتل ويحرق ويسفك ويسبي، حتى وصل إلى جزيرة طريف أقصى جنوب الأَنْدَلُس على [1] دولة المرابطين, ص (63 - 64). ... (2) المصدر السابق نفسه. [2] المصدر السابق، ص (66). [3] دولة المرابطين، ص (66). ... (2) نفس المصدر السابق.
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 84