نام کتاب : فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 37
[1] - قال سيد قطب: (ونظر ذو القرنين الى العمل العظيم الذي قام به؛ فلم يأخذه البطر والغرور، ولم تسكره نشوة القوة والعلم، ولكنه ذكر الله فشكره، ورد إليه العمل الصالح الذي وفقه إليه ... ) [1].
إن من أعظم صور الذكر أن يتذكر العبد فضل الله عليه، فيستشعر أن فضل الله عليه عظيم؛ فيتواضع ويعدل ويذكر ويشكر.
وهكذا كانت وصية عثمان لابنه يحذره فيه من الشيطان ومسالكه ومداخله ويدعوه الى الاحتراز من كيده.
7 - (وأن بالجهاد يعم نور ديننا كل الآفاق، فتحدث مرضات الله جل جلاله) (2)
إن عثمان الأول -رحمه الله تعالى- كان يرى أن نشر دين الله في كل الآفاق من وسائله الجهاد في سبيل الله تعالى، وأن الغاية العليا للجهاد في سبيل الله هي إعلاء كلمة الله لتحقيق عبادته وحدة لا شريك له كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون - ماأريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون - إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} (سورة الذاريات: آية 56،58).
ومفهوم العبادة شامل لنشاط الاسلام كله ويفسر ذلك قوله تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له - وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} (سورة الأنعام: آية).
ومن أجل هذه الغاية انطلق عثمان الأول بجنوده وشعبه مجاهداً في سبيل الله ولسان حاله يقول ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد الى عبادة الله ومن ضيق الدنيا الى سعتها ومن جور الأديان الى عدل الاسلام، لقد كانت وسيلة العثمانيين من أجل إقامة حكم الله ونظام الاسلام في الأرض الجهاد في سبيل الله.
وعندما حاولت دول النصارى أن تعمل على منع توسع الدولة العثمانية وباشروا في شن هجموهم عليها كانت وسيلة الجهاد كالصخرة العظيمة التي تتحطم عليه محاولتهم المتكررة وامام قادة العثمانيين قول الله تعالى: {وقاتلوا في سبيل الله [1] الظلال (4/ 2293).
(2) العثمانيون في التاريخ والحضارة، ص16.
نام کتاب : فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 37