responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 130
شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وادعوكم أن تدعو ما كانت تهراق عليه الدماء قبل يومكم هذا بغير قوة ولا تشنيع، وأذكركم بالله أن تشبهوا علينا كتاب الله وسنة نبيه، ونحن ندعوكم إليهما.
هذه نصيحة منا نصحنا لكم فإن تقبلوها فذلك بغيتنا، وإن تردوها على من جاء بها فقديماً ما استغش الناصحون، ثم لم نر ذلك وضع شيئاً من حق الله قال العبد الصالح لقومه: ((وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ)) (هود، الآية: 3). وقال الله عز وجل: ((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) (يوسف، الآية: 108) [1]. وجاء في رواية وكتب عمر كتاب إلى الخوارج فلما قرؤوها قالوا نوجه رجلين يكلمانه فإن أجابنا فذاك، وإن أبا كان الله من ورائه، فأرسلوا مولى لبني شيبان يقال له عاصم ورجلاً من بني يشكر من أنفسهم فلما دخلا عليه قالا: السلام عليكم وجلسا، وقال لهما عمر: أخبراني ما أخرجكما مخرجكما هذا؟ وأي شيء نقمتم علينا؟ قال عاصم وكان حبشياً: ما نقمنا عليك في سيرتك لتحري العدل والإحسان فأخبرنا عن قيامك بهذا الأمر أعن رضا من المسلمين ومشورة أم ابتززتهم إمرتهم؟، قال ما سألتهم الولاية عليهم ولا غلبتهم على مشيئتهم وعهد إليّ رجل عهداً لم أسأله قط لا في سر ولا علانية فقمت به ولم ينكره عليّ أحد ولم يكرهه غيركم وأنتم ترون الرضا بكل من عدل وأنصف من كان من الناس فأنزلوني ذلك الرجل فإن خالفت الحق وزغت عنه فلا طاعة لي عليكم، قالا: بيننا وبينك أمر إن أعطيتناه فأنت منا ونحن منك، وإن منعتنا فلست منا ولسنا منك.
قال عمر: وما هو؟ قالا: رأيتك خالفت أعمال أهل بيتك وسلكت غير طريقهم وسميتها مظالم، فإن زعمت إنك على هدى وهم على ضلال فابرأ منهم وألعنهم، فهو الذي يجمع بيننا وبينك أو يفرق، قال: فتكلم عمر عند ذلك، فقال: إني قد عرفت أو ظننت أنكم لم تخرجوا لطلب الدنيا، ولكنكم أردتم الآخرة فأخطأتم سبيلها. وأنا سائلكم عن أمر فبالله لتصدقاني عنه فيما بلغكم علمكما. قالا: نفعل. قال: أرأيتم أبا بكر وعمر أليسا من أسلافكم وممن

[1] سيرة عمر لابن عبد الحكم صـ79 ـ 80 وسيرة عمر لابن الجوزي صـ99، الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز (2/ 701).
نام کتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست