responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 223
عدة نسخ، ثم أرسل إلى كل بلد في دولته الكبيرة دفتراً منها، ويلاحظ أن كثيراً من العلماء جمع لنفسه مسموعاته، ليعود إليها كلما وجد في نفسه الحاجة إلى إتقان حفظها، أما التدوين الرسمي الذي تولّته الدولة، وعممت ثمرته على الأمصار، فكان بأمر عمر بن عبد العزيز، ومن الثمرات الطيبة ـ أيضاً ـ ذلك المنهج السديد الذي اتبعه أمير المؤمنين عمر، بوضع الأسس والنقاط الهامة أثناء التدوين، فكانت نواة لمنهج واسع متكامل جاء بعده، وهذا كله ناتج من دقة فهمه، وغزارة علمه، ونفاذ بصيرته، وقبل ذلك وبعده توفيق الله تعالى له، ولئن كان عمر بن الخطاب قد أشار على الصديق بجمع القرآن، ففعل، فكان لهما الفضل الكبير على الأمة. ثم جاء عثمان فجمع الناس على مصحف واحد، وحرف واحد، ولهجة واحدة هي لهجة قريش، فإن الله سبحانه قد ادّخر لعمر بن عبد العزيز ـ نحسب ذلك ولا نزكي على الله أحد ـ تلك المنقبة العظيمة، والمكرمة الجليلة، في إصدار أوامر الخلافة بجمع السنة وتنقيحها وتدوينها، وجعل من الدولة حماية السنة التي هي المصدر الثاني للتشريع. وهذا من توفيق الله للعظماء، وكبار المصلحين، عندما تخلص سرائرهم، لله يوفقهم الله للحق ويدلهم على الخيرات، ويسدّد خطواتهم، ويهيء لهم من أمرهم رشداً [1].
قال الشعر الليبي أحمد رفيق المهدوي:
فإذا أحب الله باطن عبده
ظهرت عليه مواهب الفتّاح
وإذا صفت لله نية مصلح
مال العباد عليه بالأرواح (2)

ويعتبر ((التدوين الرسمي)) بحق أحد الأعمال العظيمة والإنجازات الكبيرة التي تحققت في عهد عمر بن عبد العزيز [3] رحمه الله.
* ـ ... جهود التابعين في خدمة السنة النبوية الشريفة:
تحمل التابعون الحديث النبوي عن الصحابة وضبطوا الإسناد مع الدقة والإتقان، وأصبح الحديث أمانة في أعناقهم عليهم أن يجتهدوا في تبليغها وإيصالها إلى من

[1] عمر بن عبد العزيز، عبد الستار الشيخ صـ83.
(2) الثمار الزكية للحركة السنوسية صـ198.
[3] عمر بن عبد العزيز، عبد الستار الشيخ صـ83.
نام کتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست