responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 231
وغيرها وقد ذكر الكثير منها الحسن البصري في كلامه. وأما مزيلات القسوة فمتعددة منها:
ـ كثرة ذكر الله يتواطأ عليه القلب واللسان. قال تعالى: ((اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)) (الزمر، الآية 23) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذه القلوب لتصد كما يصدأ الحديد، قيل: فما جلاؤها يا رسول الله قال: تلاوة كتاب الله وكثرة ذكره [1]. وكان الحسن البصري رحمه الله يقول: أيها الناس أني أعظكم ولست بخيركم ولا أصلحكم وإني لكثير الإسراف على نفسي، غير محكم لها، ولا حاملها على الواجب في طاعة ربها، ولو كان المؤمن لا يعظ أخاه إلا بعد إحكام أمر نفسه لعدم الواعظون، وقل المذكرون، ولما وجد من يدعو إلى الله جل ثناؤه، ويرغب في طاعته وينهى عن معصيته ولكن في اجتماع أهل البصائر ومذاكرة المؤمنين بعضهم بعضاً حياة لقلوب المتقين وأذكار من الغفلة، وأمن من النسيان، فالزموا عافاكم الله مجلس الذكر، فرب كلمة مسموعة، ومحتقر نافع، اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون [2]. وكان يقول: سبحان من أذاق قلوب العارفين من حلاوة الانقطاع إليه، ولذة الخدمة، له ما علق همهم بذكره وشغل قلوبهم عن غيره فلا شيء ألذ عندهم من مناجاته، ولا أقر إلى أعينهم من خدمته ولا أخف على ألسنتهم من ذكره سبحانه وتعالى مما يقول الظالمون علواً كبيراً [3]، وكان يقول: تفقد الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة والقراءة والذكر، فإن وجدت ذلك فامض وأبشر وإلا فاعلم أن بابك مغلق فعالج فتحه ([4]
ومن أفضل الذكر العمل بالقرآن وتلاوته وكان الحسن البصري يقول: من أحب أن يعلم ما هو فيه، فليعرض عمله على القرآن، ليتبين الخسران من الرجحان [5]، وكان يقول رحم الله عبداً عرض نفسه على كتاب الله، فإن وافق أمره حمد الله وسأله المزيد وإن خالف إستعتب ورجع من قريب [6]، وكان يقول: أيها الناس إن هذا القرآن شفاء للمؤمنين، وإمام للمتقين فمن اهتدى به هُدي، ومن صرف عنه شقي وابتلي [7] وكان يقول: قراء القرآن ثلاثة نفر: قوم اتخذوه بضاعة يطلبون به ما عند الناس، وقوم أجادوا حروفه وضيعوا

[1] البيهقي في الشعب رقم 2ز14، العلل المتناهية لابن الجوزي (2/ 832) الحديث فيه ضعف.
[2] الزهد للحسن البصري صـ79.
[3] المصدر نفسه صـ79.
[4] المصدر نفسه صـ79 ..
[5] المصدر نفسه صـ142.
[6] المصدر نفسه صـ142.
[7] المصدر نفسه صـ147.
نام کتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست