responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 352
ملك العرب الرجل الصالح قد مات، فما ملكوا أنفسهم أن بكوا، فقال: ألكم تبكون، أو لدينكم أو له؟ قالوا: نبكي لا نفسنا ولديننا وله قال: لا تبكوا له، وأبكوا لا نفسكم ما بدا لكم، فإنه خرج إلى خير مما خلف، وقد كان يخاف أن يدع طاعة الله فلم يكن الله ليجمع عليه مخافة الدنيا ومخافته، لقد بلغني من بره وفضله وصدقه ما لو كان أحد بعد عيسى يحيى الموتى لظننت أنه يحيي الموتى، ولقد كانت تأتيني أخباره باطناً وظاهراً فلا أجد أمره مع ربه إلا واحداً بل باطنه أشد حين خلوته بطاعة مولاه، ولم أعجب لهذا الراهب الذي ترك الدنيا وعبد ربه على رأس صومعته، ولكني عجبت من هذا الذي صارت الدنيا تحت قدمه فزهد فيها، حتى صار مثل الراهب، إن أهل الخير لا يبقون مع أهل الشر إلا قليلاً [1].
12 ـ ما نسب إليه من كرامات عند موته:
يحكى ويقال عن حسين القصار [2] قال: كنت أجلب الغنم في خلافة عمر بن عبد العزيز، فمررت يوماً براع وفي غنمه نحو من ثلاثين ذئباً حسبتها كلاباً، فقلت له: يا راعي ما ترجوه بهذه الكلاب كلها؟ فقال: يا بني إنها ليست كلاباً إنما هي ذئاب. قلت: يا سبحان الله ذئب في غنم لا يضرها، فقال: يا بني إذا صلح الرأس فليس على الجسد من بأس [3]. ويبدو أن مثل هذه القصص من المبالغات وإلا في عهد النبوة وقيا م الدولة في المدينة وعهد الخلافة ولم نسمع بأن الذئاب كانت ترعى مع الغنم. وقد رئيت له منامات صالحة وتأسف عليه الخاصة والعامة، لاسيما العلماء والزهاد والعباد [4].
13 ـ ما قيل فيه من رثاء:
أـ كثير عزّة قال فيه:
عمّت صنائعه فعم هلاكه ... فالناس فيه كلهم مأجور
والناس مأتمهم عليه واحد ... في كل دار رنَة وزفير

[1] مروج الذهب (3/ 195) فقه عمر بن عبد العزيز (1/ 54).
[2] لعله جسر القصاب: اختلف فيه والأكثرون على تضعيفه.
[3] الكتاب الجامع لسيرة عمر بن عبد العزيز (2/ 670).
[4] البداية والنهاية (12/ 718).
نام کتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست