responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 112
ضد الصليبيين قبل أن يُثبَّت أقدامه في إماراته الجديدة، ويُعزَّز إمكاناتها الاقتصادية والعسكرية ويؤحَّد ما أمكنه من الإمارات الصغيرة المتناثرة حولها لتأمين خطوط تحركاته في الجزيرة وبلاد الشام إلى الحد الذي يمكَّنه من التصدي لهم ولعل ما يدل على بُعد نظره في هذا الصدد، انه وقَّع هدنة مع جوسلين الثاني أمير الرها لمدة سنتين أخذ أثناءها يوحَّد سلطانه في بلاد الشام [1]، ولم تشر المصادر إلى شروطها، إلا أن ابن الأثير يذكر أنها تمّت على ما اختاره عماد الدين زنكي ويبدو أن المشاكل التي جابهت صاحب الرها، اضطرته إلى قبول هدنة لصالح عدوه المسلم كان هدف عماد الدين زنكي من عقد الهدنة التفرغ لضَّم حلب إلى أملاكه واتخاذها نقطة انطلاق له في بلاد الشام [2]، ونجح في تحقيق هذا الهدف، وانطلق بعد ذلك لاكتساح ما كان يقف في طريقه من حصون مستقلة وإمارات محلية منتهزاً فرصة الهدنة [3].

ثالثاً: مشكلة الوراثة الأنطاكية: وصادق عام 524هـ أن اجتازت أنطاكية الصليبية ظروفاً صعبة كادت تنتهي سقوط هذه الإمارة في يد زنكي، أو بخضوعها لطاعته على الأقل. ذلك أن أميرها " بوهيمند الثاني " قتل هذا العام على أيدي سلاجقة آسيا الصغرى، فخلفته في الحكم زوجته " أليس " ابنه (بلدوين) ملك بيت المقدس، وعندما استنجد الأنطاكيون بأبيها، واتجه لإنهاء المشاكل هناك، أسرعت ابنته وبعثت رسولاً إلى زنكي تعرض عليه إعلان طاعتها له مقابل إقرارها كأميرة على أنطاكية. لكن الرسول مالبث أن قتل على يد بلدوين، الذي عثر عليه أثناء توجهه إلى أنطاكية، إلا أن ملك بيت المقدس ما أن وصل إلى هناك حتى قامت ابنته بإقفال الأبواب في وجهه ثم ما لبثت أن أعلنت - مضطرة - خضوعها له [4] وهكذا خسر زنكي فرصة ثمينة لا تعوض، كان ستتيح له - بلا شك - السيطرة على أهم إمارات الصليبيين في الشمال.

رابعاً: فتح الأثارب: كان عماد الدين آنذاك قد أنهى معظم مشاكله وحروبه ضد أمراء ديار بكر [5]، كما كانت هدنته مع جوسلين قد انتهت، فقرر البدء بالهجوم على المواقع الصليبية، مستهدفاً أشدها قرباً وخطراً على كيانه السياسي في حلب، ولم يكن غير حصن الأثارب المجاورة هو

[1] المصدر نفسه ص 130
[2] الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الزنكيين في الموصل ص 130.
[3] عماد الدين زنكي ص 140.
[4] عماد الدين زنكي ص 140.
[5] الباهر ص 39 عماد الدين زنكي ص 140.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست