responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 122
كان يمر بها الصليبيون حيث كان يُدرك جيداً أن عماد الدين زنكي هو العدو الأكبر للصليبيين، ولذا لم يشأ أن يقاوم القوة البيزنطية وينهكها وهي الوحيدة القادرة على وقف تقدمه، ومن جهته، فإن يوحنا كومنين كان واقعياً في تفكيره السياسي، فأدرك أن مصلحة النصارى العامة تقضي بعدم طرد الصليبيين من أنطاكية دون أن يبذل لهم تعويض، يضاف إلى ذلك، أنه أراد أن يقيم على امتداد الحدود إمارات تابعة يتحكم في سياساتها العامة، وتتحمل في الوقت نفسه صدمات، كما تجلّت أطماعه في أملاك المسلمين بالشام ويبدو أن أخبار هذا الاتفاق قد تسربت إلى أهالي حلب الذين قاموا بأعمال التحصين وحفر الخنادق، كما أن الأمير سوار قام بمهاجة الجيش البيزنطي أثناء عودته من أنطاكية إلى أرمينية لقضاء فصل الشتاء وظفر بسرية وافرة العدد من عسكره، فقتل وأسر، ودخل بهم إلى حلب [1] ورغم ما كان يضمره يوحنا من سوء النية وما كان يبيته من هجوم على حلب في العام التالي، إلا أنه تظاهر بالود تجاه عماد الدين زنكي، فأرسل إليه رسولاً أخبره بأنه ذاهب لقتال الأرمن وأن البيزنطيين ليسوا راغبين في أن يبادروا إلى مهاجمته وهو ينوي خداعه حتى يطمئن إليه [2] ثم ما لبث أن أصدر أوامره بالقاء القبض على جميع المسافرين القادمين من حلب والقرى المجاورة صوب الغرب، كيلا تصل أنباء تحركات قوات المتحالفين إلى زنكي [3]، ومن ثم تقدم الامبراطور، يصحبه أميراً الرها وأنطاكية، وبدأوا بمهاجمة حصن بزاعة القريب من حلب وتمكنوا من الاستيلاء عليه ([4]
وقد استطاع بعض أهاليه أن يفروا إلى حلب، حيث أنذروا المسؤولين فيها عن قرب الخطر، فقام هؤلاء بتعزيز التحصينات الدفاعية، وأرسلوا إلى زنكي يطلبون نجدة مستعجلة، فأمدهم بقوة من الفرسان، كان لدخولها حلب تأثير كبير على رفع معنويات أبنائها وما أن وصل المتحالفون إلى حلب وفرضوا الحصار عليها، حتى أدركوا مدى مناعتها وقدرتها الكبيرة على المقاومة، هذا إلى أن الحلبيين أخذوا يقومون بهجمات سريعة على معسكرات الأعداء أدخلت الرعب وعدم الاستقرار في نفوسهم، فآثروا الإنسحاب، ولما علم جند الأثارب بذلك، خافوا من توجه المتحالفين إليهم، فأحرقوا خزائن القلعة وانسحبوا، وقام الامبراطور - أثر
ذلك - بإرسال بعض قواته إلى هذا الموقع، فتمكنت من الاستيلاء عليه. أما هو فقد تقدم على رأس القسم الأكبر من جنده إلى معرة النعمان واستولى عليها، وتوجه من هناك إلى شيزر، وفرض الحصار عليها

[1] المصدر نفسه ص 141.
[2] تاريخ الزنكيين في الموصل ص 141.
[3] زبدة حلب (2/ 264) عماد الدين زنكي ص 144.
[4] عماد الدين زنكي ص 144 ..
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست