responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 124
أختار مرتفعاً مقابلاً لشيزر يعرف باسم جبل جرجيس ونصب عليه ثمانية عشر منجنيقاً وأربع لعب كانت تضرب المدينة بشكل مباشر، وتمنع المدافعين عنها من الوصول إلى النهر والتزود من مائه [1]، وعلى الرغم من ذلك فقد ذكر أسامة بن منقذ أن جماعة من الراجلة من أهالي شيزر خرجوا لقتال المهاجمين ولكنهم قتلوا وأسر البعض
منهم [2]، وقد أثارت المنجنيقات التي جلبها البيزنطيون معهم الاستغراب والذعر لدى أهالي شيزر، نظراً لضخامتها ولما ألحقته من خراب ودمار بالمدينة حتى وصفها أسامة بأنها: مجانيق هائلة جاءت معهم من بلادهم ترمي الثقل وتبلغ حجرها ما تبلغه النشّابة، وترمي الحجر عشرين وخمسة وعشرين
رطلاً [3]، ويذكر أن إحدى القذائف أصابت منزلاً لصديق له يدعى يوسف بن أبي الغريب فانقلب رأساً على عقب وإن أخرى وقعت على القاعدة الحديدية التي أثبتت عليها السارية المرفوعة في دار عمه الأمير فكسرتها على أحد المارة فقتلته [4].
ب- موقف عماد الدين زنكي من هذه المجابهة: وأما عن دور زنكي في هذه المجابهة فإنه لدى سماعه استغاثة أبي العساكر هرع بقواته إلى المنطقة واختار موضعاً بين حماة وشيزر على ضفاف نهر العاصي، ولم يشأ أن يغامر بشن هجوم عام على البيزنطيين وحلفائهم نظراً لتفوقهم عليه عدة وعدداً: وكان يركب كل يوم ويسير إلى شيزر هو وعساكره ويقفون بحيث يراهم الروم ويرسل السرايا فتأخذ من ظفرت به منهم [5]، ويضيف ابن القلانسي أن عماد الدين زنكي كان يحول بخيله على أطرافهم ويفتك بمن يظفر به: فضلاً عن قيامه بمساعدة بني منقذ بالرجال والسلاح، كما أنه استطاع منع وصول المؤن إلى القوات المهاجمة [6]، فأثّر هذا في زيادة حراجة الموقف بالنسبة لهم ويؤيد لنا هذا الرهاوي في تاريخه بقوله: وشرعت القوات تشعر بالنقص في المؤونة، لأن شعباً فقيراً كان معهم وكان عماد الدين زنكي بمهارته يمنع باحتراس وصول شيء إليهم [7].

* أساليب الحرب النفسية: ولجأ عماد الدين زنكي إلى اعتماد أساليب الحرب النفسية تجاه أعدائه، فقد أرسل إلى الامبراطور البيزنطي يقول له: إنكم قد تحصنتم مني بهذه الجبال فأنزلوا منها إلى الصحراء حتى نلتقي، فإن ظفرت بكم أرحت المسلمين منكم وإن ظفرتم بي

[1] أسرة بني منقذ ص 159.
[2] المصدر نفسه ص 159.
[3] الرطل: كان يعادل آنذاك الكيلو ونصفاً الاعتبار ص 145.
[4] الاعتبار ص 145 - 146 أسرة بني منقذ ودورها السياسي ص 160.
[5] الكامل في التاريخ (87/ 7396).
[6] الباهر ص 55 أسر بني منقد ودورها السياسي ص 160.
[7] أسرة بني منقذ ودورها السياسي ص 160.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست