responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 158
وأما الدافع السياسي للاغتيال فيقوم على وجهين، أولهما اتفاق يرنقش - سراً - مع أصحاب قلعة جعبر لاغتيال عدوهم وإنهاء أزمتهم، بعد أن كاد حصنهم يوشك على الاستسلام، ويدخل ضمن هذا الاحتمال كون يرنقش ذا ميول باطنية، وربما تسلل إلى خدمة زنكي منُذ زمن بعيد، لتحقيق هدفه هذا، كعادة الباطنية في التستر والانتظار الطويل لتنفيذ اغتيالاتهم لكبار الشخصيات السياسية السنية التي كانت تشكل خطراً على دعوتهم، خاصة إذا ما عرفنا العطف الذي كان يبديه أمراء جعبر تجاه الباطنية. أما ثاني الاحتمالات السياسية فكون يرنقش ذا أصل " إفرنجي ".
كما أكدّ ابن القلانسي وابن واصل ورنسمان، ويحتمل أن يكون قد أقدم على فعلته أما باتفاق سري مع الصليبيين أو بدافع شخصي مرتجل يعود إلى حرصه على مصالح قومه التي بدأ زنكي يوجه إليها ضربات حاسمة ولا نستطيع الجزم بأى من هذه الدوافع الثلاث لاغتيال زنكي، ذلك أن المصادر كما رأينا - لم تعط القول الفصل في هذا المجال، ومن الخطأ الاعتقاد بأن يرنقش ذا الأصل الفرنجي اغتال سيده - وهو في قمة انتصاره على الجبهتين الصليبية والإسلامية - بدافع شخصي أو نفسي محض، ولا ريب أن وراء هذا الاغتيال الخطير، في هذه المرحلة الصعبة، دوافع سياسية أبعد مدى وأشد خطورة، ربما تعود إلى الأصل الفرنجي للقاتل، أو إلى ميوله الباطنية، وربما تعود إلى اتفاقه سراً مع أمراء قلعة جعبر لقاء ما مّنوه به، إذا أتم تخليصهم من عماد الدين زنكي الذي غدا قاب قوسين أو أدنى من اجتياح حصنهم واتجه القاتل، بعد أن اغتال زنكي، إلى أسوار قلعة جعبر بسكينه الملطخ بالدم، وصاح في الحرس شيلوني فقد قتلت زنكي فلم يصدقوه، فأراهم السكين، وعلامة أخرى، كان قد أخذها من سيده وعند ذلك أصعدوه إلى القلعة وتحققوا صدق ما كان يقول [1]، وعندما بشر صاحب جعبر بالنبأ لم يصدقه أول الأمر وآوى يرنقش إلى القلعة وأكرمه، وعرف حقيقه الأمر، فسر بذلك واستبشر بما أتاه من الفرج بعد الشدة الشديدة [2]، ويشير ابن العديم إلى رد الفعل الذي أحدثه القاتل في أهل القلعة، فعندما ناداهم: إني قتلت زنكي، أجابوه: أذهب إلى لعنة الله، فقد قتلت المسلمين كلهم بقتله ([3]
ولم يقبض القاتل ثمناً لخيانته إلا المطاردة والخوف، ذلك أن حكام جعبر قاموا بطرده بعد وقت قصير من التجائه إليهم، ولم يكافؤوه على عمله ربما خوفاً من قيام نور الدين محمود زنكي، أمير حلب بالانتقام منهم لأبيه، وأخير تم القاء القبض على القاتل، وأرسل مخفوراً إلى الموصل حيث قتل هناك (4)

[1] عماد الدين زنكي ص 186.
[2] عماد الدين زنكي ص 186.
[3] المصدر نفسه ص 186 ..
(4) عماد الدين زنكي ص 187.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست