responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 182
على رأس قواته للمساعدة على فك حصار الحملة الصليبية الثانية عن دمشق: شاهد الدماشقة حرمته حتى تمنوه [1]، وراحوا يدعون له دعاءً متواصلاً [2] وأخذ يخرج إليه خلال المراحل التالية من الحصار - عدد كبير من الطلاب والفقراء والضعفاء ولهذا دلالته، فهم الذين كانوا في الواقع أصدقاءه الحقيقيين كما سيتبين لنا: فما خاب قصده كما يقول ابن القلانسي [3]، أما فلاحو المنطقة فكانت قلوبهم معه لأنه منع أصحابه من العبث في مزارعهم، وأعلن أنه جاء لكي يحمى كدحهم من تخريب الصليبيين [4]، وفي عام 547هـ عندما تقدم إلى دمشق لضمها إلى جبهة القتال الجادّ المخلص ضد الصليبيين، واستنجد حاكمها مجير الدين بالعسكر والأحداث [5]، للخروج إلى قتاله. لم يخرج إلا القليل، لما وقر في نفوسهم من استنجاد مجير الدين بالفرنج. وأقام نور الدين على دمشق من غير قتال ولا زحف خوفاً على المسلمين [6].
وقد عزّز بذلك محبة الدمشقيين له فكانوا: يدعون ليلاً نهاراً أن يبذلهم الله سبحانه بالملك نور الدين [7]، وأخذ نور الدين يكاتب أهل دمشق ويستميلهم: وكان الناس يميلون إليه لما هو عليه من العدل والديانة والإحسان فوعدوه
بالتسليم [8]. وقد دخل نور الدين دمشق عام 549هـ في فتح أبيض لم ترق فيه دماء وما ذلك إلا - بتوفيق الله - ثم بمساعدة الجماهير التي كانت تنتظر دخوله منُذ سنوات وسنوات: يقال أن امرأة كانت على السور فدلَّت حبلاً فصعدوا إليه، وصار على السور جماعة ونصبوا السلالم وصعدت جماعة أخرى ونصبوا علماً وصاحوا بشعار نور الدين [9] وبعد أقل من ثلاث سنين، حينما أعلن في دمشق عن التطوع في حملة لقتال العدو خرج كل قادر على حمل السلاح من أهل دمشق وتبع نور الدين في حملته تلك: فتيان البلد من الأحداث والغرباء والمتطوعة والفقهاء والصوفية والمتدينين العدد
الكثير [10]. وهناك رواية لابن الأثير، تناقلها كثير من المؤرخين، تحمل دلالتها العميقة في هذا الموضوع طلب نور

[1] البداية والنهاية نقلاً عن نور الدين محمود ص 25.
[2] ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 308 - 309 نور الدين محمود ص 25.
[3] ذيل تاريخ دمشق ص 310 نور الدين محمود ص 26.
[4] زبدة حلب (2/ 304 - 305) نور الدين محمود ص 26.
[5] نور الدين محمود الرجل والتجربة ص 26.
[6] مرآة الزمان (8/ 209 - 210) نور الدين محمود ص 26.
[7] البداية والنهاية نقلاً عن نور الدين محمود ص 26.
[8] زبدة حلب (2/ 304 - 305).
[9] كتاب الروضتين نقلاً عن نور الدين محمود ص 26.
[10] نورالدين محمود الرجل والتجربة ص 27.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست