responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 206
كما أنها لم تكن مجرد ذريعة عملية " براغماتية" لتسيير الشؤون المادية المنفعية الصرفة للدولة فحسب، بل إن هنالك أهدافاً أكبر بكثير، وقيماً ومباديء أبعد مدى، كان على أجهزة الدولة أن تسعى إلى تحقيقها في واقع الحياة، وأن تبذل ما تمتلكه من قدرات وخبرات للسير بالأمة قدما صوب آفاقها الرحبة الشاملة إن تنفيذ شريعة الإسلام وقيمه ومبادئه في واقع الحياة، وبعث المجتمع الإسلامي كان هو الهدف المركزي لدولة نور الدين محمود فهي إذن دولة ملتزمة وليست صاحبة أغراض منفعية وكسب واحتراف وقد أكد نور الدين على هذه الحقيقة في أكثر من مناسبة وحشد لها الكثير من الأقوال والتأكيدات والتصريحات ودعا بحماس منقطع النظير إلى تحقيقها، وسعى - فعلاً - إلى أن تنتقل هذه الدعوة - رغم المصاعب والعقبات - من ميدان الفكر إلى ميدان التطبيق [1] قال: ونحن نحفظ الطرق من لصّ وقاطع طريق، والأذى الحاصل منها قريب، أفلا نحفظ الدين ونمنع عنه ما يناقضه، وهو الأصل [2]. وقال: نحن شحن [3] للشريعة نمضي أوامرها [4]، وقال مخاصباً أحد ولاته: انظر في العوادي وما يجري فيها من الدعاوي، وميز بين المحاسن، والمساوئ، وأحمل الأمور فيها على الشريعة [5].
وقال متحدثاً إلى اثنين من كبار موظفيه: والله إني أفكر في وال وليته أمور المسلمين فلم يعدل فيهم أو فيمن يظلم المسلمين من أصحابي وأعواني وأخاف المطالبة بذلك (أمام الله). فالله عليكم، وإلا فخبزي عليكم حرام، ولا تريان قصة مظلوم لا ترفع إلى، أو تعلمان مظلمة إلا وأعلماني بها وارفعاها إلي [6] وقال فيما يلخص موقفه الملتزم بعبارة تثير الإعجاب: إني جئت هاهنا امتثالاً لأمر الشرع [7] وثمة شهادات المؤرخين تؤكد جميعاً هذا الحرص على الالتزام وعلى جعل الدولة أدة لتحقيق كلمة الله في الأرض [8] يقول ابن الأثير: كان نور الدين يعظم الشريعة المطهرة ويقف عند أحكامها [9]. ويقول في مكان آخر: وعلى الحقيقة فهو الذي جدد للملوك اتباع سنة العدل والإنصاف، وترك المحرمات من المأكل والمشرب والملبس وغير ذلك، فإنهم كانوا قبله كالجاهلية، همة أحدهم بطنه وفرجه لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، حتى جاء الله بدولته فوقف مع أوامر الشرع

[1] نور الدين محمود الرجل والتجربة ص 86.
[2] الباهر ص 173 - 174.
[3] شحن: أي الشرطة: أو القوة المشرفة على تنفيذ الشريعة.
[4] الباهر ص 166 نور الدين محمود الرجل والتجربة ص 86.
[5] البرق ص 146 - 147.
[6] الكواكب ص 25 نقلاً عن نور الدين محمود الرجل والتجربة ص 86.
[7] كتاب الروضتين (1/ 36 - 37).
[8] نور الدين محمود الرجل والتجربة ص 86.
[9] الباهر ص 166 نور الدين محمود الرجل والتجربة ص 86.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست