responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 217
في دعم المذهب السني في دمشق قد خضع لزيادة في أعبائه العسكرية حيث أصبح مجاوراً لمملكة بيت المقدس أكبر المراكز الصليبية قوة وأخطرها شأناً ولذا فإن المنهج الذي سلكه نورالدين في دعم المذهب السني قصد إلى مواجهة هذه الحالة من ناحية ومن ناحية أخرى لابد أن تصبح دمشق بمثابة مركز إشعاع عقائد تنطلق منه جهود علماء السنة للقضاء على المذاهب المنحرفة وتمهيد الطريق لسيطرة المذهب السني - الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه - ولذلك رأينا خطة نور الدين في دمشق تسير في ثلاث اتجاهات رئيسية ([1]):
الاتجاه الأول: تركز في العناية بإنشاء المدارس السنية وربط الصوفية، غير أن مدارسه في دمشق اهتمت بفقهاء المذهبين: الحنفي والشافعي، وكانت عناية نور الدين بمدارس الفريق الأول أكثر، استجابة لميل طبيعي إلى هذا المذهب الذي كان يعتنقه دون تعصب، فأنشأ المدرسة النورية الكبرى، وجلعها وقفاً على الحنفية وأول من درس بها شيخ الحنفية بدمشق: بهاء الدين بن عسكر المعروف بابن العقادة ت (596/ 1199م) ووصف ابن حبير هذه المدرسة عندما زارها في عام 580هـ/1199م بأنها " من أحسن مدارس الدنيا منظراً .. وهي قصر من القصور الأنيقة [2]، كما جعل لهم مدرسة أخرى بجامع القلعة وهي المدرسة النورية الصغرى [3] وأما المدارس الشافعية التي نسب إنشاؤها إلى نور الدين فآراء مؤرخي المدارس متضاربة حولها، ومع عناية نورالدين بتشييد المدارس التي تعني بتراث الإمامين العظيمين فإنه لم يهمل أصحاب المذهبين الآخرين إهمالاً تاماً، بل وقف على زاوية المغاربة وهم مالكية بالجامع الأموي ما يعينهم على تحصيل العلم ويوفر لهم حياة كريمة [4]، وواصل نور الدين في دمشق سياسته التي اتبعها في حلب تجاه الصوفية فشيد لهم - خانقاه - خارج المدينة وصفها ابن جبير بقوله: ومن أعظم ما شاهدناه لهم (الصوفية) موضع يعرف بالقصر، وهو صرح عظيم، مستقل في الهواء، في أعلاه مساكن لم ير أجمل إشراقاً منها [5]، كما عين لهم نور الدين من ينظر في أمر ربطهم وزواياهم، وأسند هذه المهمة إلى شيخ الشيوخ أبي الفتح عمر بن علي بن حموّية [6].
وأما الاتجاه الثاني: فكان منصباً على العناية بالحديث الشريف دراسة وتدريساً، ومن ثم بنى أكبر دار للحديث في دمشق، ووكل أمر مشيختها إلى أحد أعلام عصره، وهو الحافظ

[1] المصدر نفسه ص 215.
[2] رحلة بن جبير ص 231.
[3] الدارس في تاريخ المدارس (1/ 648).
[4] رحلة بن جبير ص 231 - 232 التاريخ السياسي والفكري ص 216
[5] التاريخ السياسي والفكري للمذهب السني ص 216.
[6] مرآة الزمان (8/ 272) التاريخ السياسي والفكري 216.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست