responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 220
مسيرة نورالدين إلا أن الاهتمام بمصر بالنسبة لنور الدين اختيار استراتيجي في خطته لتضييق الخناق على الصليبيين في بيت المقدس، كما أدرك من قبل أهمية ضم دمشق بالنسبة لهذا الأمر الحيوي وهذا الحقيقة عبر عنها نور الدين بنفسه في إحدى عباراته عندما أرسل إليه صلاح الدين - من مصر - هدايا وتحفا فقال: والله ما قصدنا بفتح مصر إلا تطهير الساحل وقلع الكفار منه [1] وكلمة تطهير الساحل لعلمه أهمية الهيمنة البحرية للمعسكر السني لكي يطهر البيت المقدس وبلاد الشام من الصليبيين، فحركة الإمدادات من غرب أوروبا، تحتاج لحشد قوى العالم الإسلامي، مع قطع الإمدادات أو مضايقتها عن الصليبيين في بلاد الشام، وهذا لا يكون إلا بضم مصر وتخليصها من أيدي الروافض الباطنيين الذين تقلدوا أمور حكمها من قرون كما أن نور الدين محمود زنكي رجل تركي سني، وهو على أي حال امتداد للسلاجقة الذين تمنوا فتح مصر وإعادتها إلى دائرة النفوذ السني، لذا كان من الطبيعي أن يأتي تفكيره في فتح مصر نابعاً من ذاته ومتمشياً مع متطلبات ظروفه العسكرية من ناحية، ومحققاً لأمانيه الدينية من ناحية أخرى ومما يشير إلى أن فتح مصر كان هدفاً من أهداف نور الدين التي سعى لتحقيقها قوله في الرسالة التي بعث بها إلى الخليفة المستضيء يبشره بإقامة الخطبة له في مصر: ما برحت هممنا إلى مصر مصروفة وعلى افتتاحها موقوفة، وعزائمنا في إقامة الدعوة الهادية بها ماضية ... حتى ظفرنا بها بعد يأس الملوك منها [2]، كما كشف في هذه الرسالة عن موقفه العقدي من الفاطميين بقوله عن مصر: ...
وبقيت مائتين وثمانين سنة ممنوعة بدعوة المبطلين مملوة بحزب الشياطين حتى أذن الله لغمتها بالإنفراج، وأقدمنا على ما كنا نؤمله من إزالة الإلحاد والرفض، وتقدمنا إلى من استبناه أن يستفتح باب السعادة، ويقيم الدعوة العباسية هنالك ويورد الأدعياء ودعاة الإلحاد بها المهالك [3].

ولهذا كله كان من الطبيعي أن ينتهز نور الدين الفرصة التي سنحت له للتدخل في شؤون مصر عندما اضطربت أحوالها الداخلية بسبب التنافس بين الوزراء، وطمع الصليبيين فيها، فثابر على إرسال جيشه إليها كلما دعت الضرورة إلى ذلك حتى تّم الاستقرار لهذا الجيش بها في المرة الثالثة وذلك في ربيع الآخر سنة 564هـ/1169م ووزر قائده أسد الدين شيركوه للخليفة العاضد في مصر، لكنه ما لبث أن توفي وخلفه في منصبه ابن أخيه صلاح الدين الذي كان عليه أن يبدأ بتنفيذ خطة نور الدين لإعادة مصر إلى حظيرة السنة،

[1] مرآة الزمان نقلاً عن التاريخ السياسي والفكري ص 219.
[2] كتاب الروضتين نقلاً عن التاريخ السياسي والفكري ص 220.
[3] المصدر نفسه ص 220.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست