responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 223
والاستمرار في المقاومة الصليبيين ولذلك جعل من أهدافه القضاء على الدولة الفاطمية التي ترعى الفكر الشيعي الرافضي والعمل على التصدي لدعاة التشيع الرافضي بالفكر، والعلم والثقافة والسياسة والقوة.
وسوف وقد تحدثنا عن شخصية نور الدين وأهم صفاته في مبحث مستقل، فقد كان سلوك نور الدين محمود زنكي من عوامل انتصار المذهب السني، لئن أبرز ما كان يتبجح به الشيعة في الدعوة إلى مذهبهم هو التنديد بمسلك حكام السنة المنغمسين في ترفهم، اللاهين في ملاذهم وشهواتهم، الغارفين في مظالمهم، وكانت النغمة السائدة لدى دعاتهم: أن الإمام المهدي (القائم أو الغائب) سيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، يستدرجون بهذا المحرومين والمسحوقين حتى يجذبونهم إلى صفوفهم، ويدخلونهم في دعوتهم، فجاء نور الدين يدعم المذهب السني بأخلاقه وسلوكه، وحسن سياسته في رعيته، ثم بجهوده الفكرية الرائعة [1]. إن نور الدين محمود أيقن بأن العقيدة التي تصلح لجمع شتان المسلمين هي ما كان منبعها كتاب الله وسنة رسوله ويمكن التدليل على كل أصل من أصولها أو جزئية من جزئياتها ثم إن السلف الصالح الذين استقاموا على عقيدة الإسلام الحق دوَّنوا هذه العقيدة تدويناً ميزها عن عقائد أهل الفرق والضلال، فلذلك عمل على معرفتها وتعليمها وتربية الناس عليها من خلال جهاز العلماء في الدولة، فالطريق للنهوض لابد فيه من وحدة الصف ووحدة الصف ليس لها من سبيل إلا الإسلام الصحيح والإسلام الصحيح مصدره القرآن والسنة، والطريق لفهم القرآن والسنة هي طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، والتابعين بإحسان، ومن سار على نهجهم وطريقتهم إلى يوم الدين.

قال تعالى:: " والسابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه " (التوبة: 100) فوعد من اتبع غير سبيلهم بعذاب جهنم، ووعد متبعهم بالجنة والرضوان [2].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته [3]. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: اتبعوا ولاتبتدعوا، فقد كفيتم [4] وعنه رضي الله عنه: من كان متأسياً فليتأسى بأصحاب رسول الله، فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوباً وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، وأقومها هديا وأحسنها حالاً، قوم اختارهم الله لصحبه نبيه، وإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على الهدي

[1] التاريخ السياسي والفكري للمذهب النسي ص 225.
[2] فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم ص 263، 264.
[3] مسلم، كتاب الصحابة رقم 2533.
[4] رواه مالك الموطأ رقم 1619.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست