responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 229
إن القاضي كمال الدين أرسله وهو من جهة كذا. فقال: إن هذا المال ليس لنا ولا لبيت المال في هذه الجهة شيء، وأمر برده وإعادته إل كمال الدين فردّه إلى الخزانة وقال: إذا سألك الملك العادل عنه فقولوا له عنّي: إنه له. فدخل نور الدين الخزانة مّرة أخرى فرآه فأنكر على النّواب قال: ألم أقل لكم يعاد هذا المال على أصحابه فذكروا له قول كمال الدين، فردّه إليه وقال للرسول: قل لكمال الدين أنت تقدر على حمل هذا المال، وأما أنا فرقبتي دقيقة لا أطيق حمله والمخاصمة عليه بين يدي الله تعالى، يُعاد قولاً واحداً [1].

6 - رجال القضاء في دولة نور الدين: اعتمد نور الدين في أجهزته القضائية رجالاً ثقاة عرف كيف ينتقيهم، بعد إذ رأى فيهم من الفقه الواسع والتقوى العميقة ما يؤهلهم لتسلم منصب القضاء الذي تربع في عهده - كما رأينا - قمة مؤسسات الدولة وحظي باستقلال تام وأصبح حكمه هو الحكم الملزم للجميع بما فيهم السلطان نفسه وكبار أمرائه ويبرز من بين حشد كبير من القضاة آل الشهرزوري وعلى رأسهم كمال الدين أبو الفضل محمد بن الشهرزوري، أولئك الذين كانوا قد تخصصوا منُذ عهد عماد الدين زنكي في القضاء وما قبله وبرعوا فيها [2].
أ- القاضي كمال الدين الشهرزوري: حدث في مطلع عام 555هـ /1160م أن تقدم قاضي دمشق زكي الدين أبو الحسن علي بن القرشي برقعة إلى نور الدين يطلب فيها إعفاءه من القضاء، فأجابه إلى طلبه وولي قضاء دمشق القاضي الإمام كمال الدين بن الشهرزوري وهو كما يصفه ابن القلانسي المعاصر له: المشهور بالتقدم ووفور العلم وصفاء الفهم والمعرفة بقوانين الأحكام وشروط استعمال الإنصاف والعدل والنزاهة وتجنب الهوى والظلم وحكم بين الرعايا بأحسن أفعال في حالة غيابه أو شتغاله بمهمة ما فإن ولده محي الدين ينوب عنه في منصبه [3]، كان كمال الدين قد ولد عام 491هـ/1097م وتفقه ببغداد وسمع الحديث من كبار المحدثين [4] وقد تخرج من النظامية [5]، وكان يتردد إلى بغداد وخراسان رسولاً من عماد الدين زنكي، ثم مالبث أن وفد على نور الدين [6] وأصبح بعد أقل من عامين (557 - 1161م) قاضياً لقضاة الدولة كلها وأمر نور الدين القضاة ببلاده أن يكتبوا الكتب نيابة عنه وهناك من يقول أن زكي الدين قاضي دمشق لم يتقدم بالإعفاء عام 555هـ/1160م وإنما أعفاه نور الدين بسبب امتناعه عن أن يكون أحد نواب كمال

[1] عيون الروضتين (1/ 364).
[2] نور الدين محمود الرجل والتجربة ص 82.
[3] المصدر نفسه ص 82.
[4] المصدر نفسه ص 83.
[5] التاريخ السياسي والفكري للمذهب السني ص 222.
[6] قضاة دمشق ص 47 - 48.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست