responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 232
ونضع المكوس فلا ترفعها من بعد، يد حاسب ولا قلم كاتب [1]. وهدد من لا يطيق ذلك من المسؤولين: ومن أزالها زلّت قدمه، ومن أحلّها حلّ دمه ومن قرأه أو قرئ عليه فليتمثل ما أمرنا به وليمضه مرضياً لربه، ممضياً لما أمر به [2]، ولم ترق هذه الخطة في إلغاء الضرائب لرجال الدولة، فاحتج أسد الدين شيركوه بقوله: فالأجناد الذين تأتي أرزاقهم من هذه الجهات، من أين تعطيهم أرزاقهم؟ أي رواتبهم؟ فأجابه نور الدين: إن كنا نغزو من هذه الجهات أي من هذه الموارد: نتركها ونقعد ولا نخرج [3]. ولم يكتف نور الدين بذلك، بل أمر خطباء المساجد أن يطلبوا من الناس، أن يسامحوه فيما جبى منهم قبلاً من هذه الضرائب وكتب إلى الخليفة كتاباً يعلمه بما أطلق وبمقدار ما أطلق ويسأله أن يتقدم إلى الوعاظ بأن يستعجلوا من التُّجَار ومن جميع المسلمين له في حلًّ مما كان قد وصل إليه يعني من أموالهم فتقّدم بذلك وجعل الوعاظ على المنابر ينادون بذلك [4].
وعندما خرج لأخد شيزر خرج أبو غانم بن المنذر في صحبته فأمره نور الدين رحمه الله بكتابة منشور بإطلاق المظالم بحلب ودمشق وحمص وحَرَّان وسنجار والرحبة. وعزاز، وتل باشر، وعداد العرب، فكتب عنه توقيعاً نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما ما تقرب به إلى الله سبحانه وتعالى صافحاً وأطلقه مسامحاً لمن علم ضعفه من الرعايا عن عمارة ما أخربته أيدي الكُفّار، أبادهم الله، عند استيلائهم على البلاد وظهور كلمتهم في العباد، رأفة بالمسلمين المثاغرين [5]، ولطفاً بالضعفاء المرابطين، الذين خَصَّهم الله سبحانه بفضيلة الجهاد، واستمنحهم بمجاورة أهل العناد اختباراً لصبرهم وإعظاماً لأجرهم، فصبروا احتساباً، وأجزل الله لهم أجراً وثواباً "إنما يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب " (الزمر، آية: 10) وأعاد عليهم ما اغتصبوا عليه من أملاكهم التي أفاء الله عليهم بها من الفتوح العمُريَّة وأقرها من الدولة الإسلامية بعد ما طرأ عليها من الظلمة المتقدمين، واسترجعه بسيفه من الكفرة الملاعين، فطمس عنهم بذلك معالم الجَوْر وهدم أركان التعدَّي، واقر الحق مقَّره لقوله تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " (الأنعام، آية: 160) " والله يضاعف لمن يشاء " (البقرة، آية: 262).
ثم لما أعانه الله بعونه وأيَّده بنصره، وقمع به عادية الكفر، وأظهر بهمته شعائر الإسلام، وأظفره بالفئة الطّاعنة، وأمكنه من ملوكها الباغية،

[1] المصدر نفسه ص 328.
[2] المصدر نفسه ص 238
[3] كتاب الروضتين (1/ 67).
[4] كتاب الروضتين (1/ 69).
[5] المثاغرين: سكان الثغور.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست