responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 249
اسمها وهو مبدأ أرشد إليه القرآن الكريم وهو يمثل أرقى أشكال التعاون قال تعالى: " والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شُورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون " (الشورى، آية: 38). كما أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بمشاورة أصحابه بشكل لا يقبل التأويل في قوله تعالى: " وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين " (آل عمران، آية: 159).

وقال الشاعر:
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن ... برأي لبيب أو مشورة حازم
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة ... فإن الحوافي قوة للقوادم (1)

والشورى واجبة على الحاكم في الشريعة الإسلامية، وإلى هذا القول ذهب كثير من العلماء والفقهاء فلا يحل للحاكم أن يتركها، وأن ينفرد برأيه دون مشورة المسلمين من أهل الشورى، كما لا يحل للأمة الإسلامية أن تسكت على ذلك، وأن تتركه ينفرد بالرأي دونها ويستبد بالأمر دون أن يشركها فيه [2]، فالأمة لا تنهض إلا إذا أخذت بفقه النهوض والذي منه ممارسة الشورى في نطاقها الواسع ولقد اعتمدها نور الدين محمود ولم ينفرد باتخاذ القرارات بل تبادل الآراء في كل أمور الدولة، فكان له مجلس فقهاء يتألف من ممثلي سائر المذاهب والصوفية يبحث في أمور الإدارة والنوازل والميزانية.

1 - الشورى في القضايا العامة: وثمة وثيقة قيمة يثبتها أبو شامة بنصها عن أحد المحاضر التي دونت بصدد عدد من قضايا الوقف والأملاك كانت قد أدخلت ضمن أوقاف الجامع الأموي بدمشق وسعى نور الدين إلى فصلها وإعادتها إلى قطاع المنافع العامة وبخاصة مسائل الدفاع والأمن، وقد تمثلت في تلك الوثيقة بوضوح الرغبة الجادة لدى نور الدين الأسلوب الشوري الحر باعتباره الطريق الذي لا طريق غيره للوصول إلى الحق [3] ففي تاسع عشر صفر سنة أربع وخمسين وخمسمائة أحضر نور الدين أعيان دمشق من القضاة ومشايخ العلم والرؤساء [4] وسألهم عن المضاف إلى أوقاف الجامع بدمشق من المصالح ليفصلوها منها، وقال لهم: ليس العمل إلاّ ما تتفقون عليه وتشهدون به، وعلى هذا كان الصحابة رضوان الله عليهم يجتمعون ويتشاورون في مصالح المسلمين، وليس يجوز لأحد منكم أن يعلم من ذلك شيئاً إلاّ ويذكره، ولا ينكر شيئاً مما يقوله غيره إلاّ وينكره، والساكت منكم مصَّدق للناطق ومصوبَّ له. فشكروه

(1) مقومات النصر في ضوء القرآن والسنة (1/ 422).
[2] فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم ص 454.
[3] فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم ص 454.
[4] نور الدين محمود الرجل والتجربة ص 80.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست