responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 255
الإدارة المدنية والعسكرية ساعده الأيمن الذي اعتمده في الوصول إلى الحكم في حلب وتثبيت أركان إمارته الفتية هناك، اتصل به أسد الدين شيركوه عم الناصر صلاح الدين وقال له: أعلم أن الوزير جمال الدين الأصفهاني - أكبر وزراء زنكي - قد أخذ عسكر الموصل وعمل على تقديم أخيك سيف الدين غازي وتمليكه الموصل وقد انضوى إليه جل العسكر وقد أنفذ إلي يغريني على اللحاق به، فلم أستجب لطلبه، وقد رأيت أن أصيرك إلى حلب فتجعلها كرسي ملكك وتجتمع في خدمتك عساكر الشام، وأنا أعلم أن الأمر يصير جميعه إليك لأن من ملك الشام ملك حلب ومن ملك حلب استظهر على بلاد الشرق. فما كان من نور الدين إلا أن أصدر أمره بأن ينادي ليلاً في عساكر الشام للاجتماع، وأنطلق من ثم إلى حلب فدخلها في السابع من ربيع الأول واعتمد أسد الدين شيركوه الذي أصبح أشبه بوزيره الأول [1]، ومع الوقت استمرت علاقة أسد الدين مع نورالدين في القوة والإنسجام وأخذت تزداد مع الأيام حتى بلغت قمتها في ترشيح أسد الدين لقيادة الحملة النورية على مصر في رحلاتها الثلاثة كما اعتمد نور الدين على أسد الدين للاتصال بأخيه نجم الدين في دمشق والتمهيد لدخولها سلماًبعد إذ تبين استحالة أخذها عنوة. وقد توجت هذه الاتصالات الناجحة بدخول نور الدين دمشق عام 549هـ - 1154م بمعونة الأخوين نجم الدين وأسد الدين حيث ازدادت مكانتهما ارتفاعاً، وبرز إلى دائرة الضوء ابنا نجم الدين وهما: الناصر صلاح الدين وتورانشاه كأميرين متقدمين في الدولة. وقد قال أبو شامة: كان لأسد الدين اليد الطولى في فتح دمشق فولاه نور الدين أمرها ورد إليه جميع أحوالها ([2]
وزاد على ذلك فأقطعه الرحبة [3] ويواصل أبو شامة حديثه فقال: وتوسط أسد الدين في أمر أخيه نجم الدين مع نور الدين، فأقطعه قطاعاً وسيره إلى دمشق فأقام فيها ورد نظر دمشق إليه، وولى ولده تورانشاه شحنكيه دمشق فساسها أحسن سياسة ولم يزل بها إلى أن استبدل بأخيه صلاح الدين [4]. وكان صلاح الدين قد فارق أباه نجم الدين منُذ عام 546هـ - 1151 وانتقل إلى خدمة عمه أسد الدين في حلب فقدمه بين يدي نورالدين فقبله وأقطعه اقطاعاً حسناً [5]. واستخص صلاح الدين وألحقه بخواصه فكان لا يفارقه في سفر ولا حضر [6] ويذكر ابن الأثير كيف أن كلاً من نجم الدين وأسد الدين صارا عند نور الدين بعد فتح دمشق في أعلى المنازل. لا سيما نجم الدين فإن سائر الأمراء كانوا لا يقعدون عند نور الدين

[1] كتاب الروضتين نقلا ً عن نور الدين محمود ص 54.
[2] المصدر نفسه ص 58 ..
[3] المصدر نفسه ص 58.
[4] كتاب الروضتين نقلاً عن نور الدين محمود ص 58.
[5] المصدر نفسه ص 59.
[6] المصدر نفسه 59.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست