responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 258
خالد القيسراني إلى مصر قام العماد مقامه وصار مستوفي المملكة وأصبح بذلك الرجل الأول في الدولة وأكثر من يعتمدهم نور الدين من الرجال حتى وفاته، إذ أصبح العماد بمناصبه الثلاثة تلك المسؤول الأول عن الكتابة والإشراف الإداري والمالي [1]، ويحدثنا العماد عن الثقة المتبادلة بينه وبين نور الدين، وحرص الأخير على تجاوز (الروتين) الإداري فيقول: .. وقد مال إليّ نور الدين وعول في مناصبه علي وطالعته كل يوم بمرافق عملي ومنافع شغلي، فما أتحف بتحفة ولا أخص من أحد بعطية إلا أطالعه به وأطلعه على سببه، فكان يعجبه مني تلك الشيمة ويقول: تصرف فيه تصرفك في مالك [2] ويمضي العماد إلى القول: ثم اعتمد علي اعتماداً كلياًً وجعلني له نجبا، وإذا أراد أن يكتب إلى أحد منهم يقول: أكتب إليه من عندك ومن جملة ذلك أن سعد الدين كمشتكين - نائبه في الموصل أخذ من رجل ألف دينار بعلة عللها، فجاء - الرجل - وتظلم، فأمرني نور الدين بأن أكتب إليه بردها عليه. فقال كمشتكين إنك كاتبي وأميني وصاحبي ولا تكتب إلا بأمري؟ فإن خالف كتابك إليه قلعت عينيه!! فمضى إليه بكتابي فسارع إلى طاعته ورد عليه الألف في ساعته [3]، ومما لا شك فيه أن العماد الأصفهاني قد حقق نجاحاً كبيراً في مهماته الإدارية الأمر الذي أكسبه ثقة نور الدين المتزايدة وجعله يظفر سريعاً في مدى لا يتجاوز السنوات الست بأهم وظائف الدولة وأعلاها: الكتابة والإشراف (الإداري) والاستيفاء (المالي). وإذا صح ما يقوله الرجل عن نفسه - وهو الأرجح، لما سبق وأن ذكرناه - فإن نور الدين كان قد اعتمده إلى حد تفويضه الأمر كاملاً في مناصبه تلك. ورغم ذلك فإن العماد ما كان ليقدم على خطوة إلا بعد أن يطلع سيده عليها ..
وقد عمق هذا الموقف، الذكي من الرجل الثقة بين الطرفين تلك التي استمرت حتى نهاية حكم نور الدين [4]، وتلي هذه الأسماء في ميدان الإدارة أي بنو الداية، وبنو أيوب والعماد الأصفهاني، أسماء أخرى أقل منها أهمية، وإن كان بعضها قد بلغ القمة التي بلغها أولئك الرجال، رغم أن المصادر لم تشر إليها إلا عرضاً ولم تقدم لنا الشيء الكثير [5].

4 - خالد بن محمد القيسراني: مستوفي المملكة حتى عام 568هـ 1172م والذي يصفه العماد بأنه كان عند نور الدين في مقام الوزير، وله انبِساط زائد [6]، ويذكر في الخريدة

[1] البرق المقدمة ص 10 - 11 نور الدين محمود ص 60.
[2] البرق ص 61 نور الدين محمود ص 61.
[3] البرق ص 132 - 133 نورالدين محمود ص 61.
[4] نور الدين محمود ص 61.
[5] المصدر نفسه ص 61.
[6] البرق ص 116 نور الدين محمود ص 62.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست