responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 264
بمذهب أبي حنيفة ولكن دون تعصّب على أحد، فالمذاهب عنده سواء ولا تعدو عن كونها مدارس في الفقه [1]، نور الدين ذو تأثير كبير على رجاله ومعاونوه وقادة الجيش وأصبح بعضهم على مستوى نور الدين في العلم والأخلاق والتدين وكذلك كان بعض ومن أمثلة ذلك وزيره أبو الفضل محمد بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري، الذي قدم من بغداد إلى دمشق فقد كان فقيها أصولياً شغل مناصب مختلفة كالسفارة والوزارة وناظر الأوقاف وناظراً المالية والقضاء واستمر على ذلك حتى قيادة صلاح الدين [2]. ولم تكن هذه الشخصيات إلا نماذج لرجال الإدارة والحكم زمن نور الدين. فقد أظهر هذا الرعيل من صفوف المهارات في التخطيط والتنفيذ وحشد مقدرات الأمة وتنظيمها ما هيأها لمجابهة التحديدات في الداخل والخارج [3].ومن أمثلة هذه المهارات والمزايا ما يلي:
1 - تكامل القيادات الفكرية والسياسية: فقد أدركت هذه القيادات خطورة الارتجال أو انفراد فريق من القيادات دون الآخر واعتمدت في القرارات التي تتخذها على آراء العلماء والمختصين، فكان لدى نور الدين مجلس دوري يلتقي فيه القادة والعسكريون مع العلماء المختصين حيث يحتل العلماء المنزلة الأولى فيه [4]. وكان نور الدين يمنع الأمراء من اغتياب العلماء، وقد مّر ذلك في قصة أحد الأمراء مع قطب الدين النيسابوري ودفاع نور الدين عنه.

2 - اعتماد الشورى وعدم الانفراد باتخاذ القرارات: فقد تميزت إدارة نور الدين بالشورى وتبادل الآراء في كل أمور الدولة، فكان له مجلس فقهاء يتألف من ممثلي سائر المذاهب والصوفية يبحث في أمور الإدارة والميزانية، فإذا بحث أمراً يخص الأمة جميعها أو كان ذا علاقة بالأموال المرصودة لصالح المسلمين جمع أعضاء هذا المجلس وشاورهم فيه، وسأل كل عضو ما عنده من الفقه، ولا يتعدى الرأي الذي يُتفق عليه [5]، ما دام يحقق المصلحة العامة وقد مّر بعض الممارسات الشورية في حديثنا عن الشورى في عهد نور الدين زنكي.

3 - غلبة المصلحة العامة على الانفعالات والمصالح الشخصية في معالجة المشكلات التي قد تثور بين الأقران، فلقد كان من الطبيعي أن تقوم مشكلات وخلافات بين نور الدين - مثلاً - ووزرائه وقادته لكنهم كانوا يعالجون هذه المشكلات بأسلوب لم يخرج يوماً عن

[1] هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 362.
[2] المصدر نفسه ص 164.
[3] الكواكب الدرية ص 38 هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 264.
[4] الكواكب الدرية ص 38 هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 264.
[5] هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 265.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست