responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 267
وخوفه مما هو فيه وأنشد أمامه أبيات من الشعر [1] مّر ذكرها إن التخطيط السليم والإدارة الناجحة في الحركات الإسلامية والدول من الأسباب الأكيدة في التمكين لدين الله تعالى ولقد عّرف بعض الباحثين التخطيط بأنه: جسر الحاضر والمستقبل [2].
إن التخطيط في المفهوم القرآني هو الاستعداد في الحاضر لما يواجه الإنسان عمله أو حياته في المستقبل، وعلى هذا فإن الإداري المسلم يكون قد عرف التخطيط لأن الله تبارك وتعالى قد وجه إلى ذلك في آيات كثيرة. قال تعالى: واتبع فيما ءاتك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا " (القصص، آية: 77). إنه توجيه رباني للتخطيط في هذه الدنيا لمقابلة مصير الآخرة [3].

إن نور الدين محمود رجل عاش مع كتاب الله، وعرف من قصة يوسف وغيرها أهمية التخطيط والإدارة، ولذلك نجح إدارته، فقد أدرك الملك العادل أن الإسلام لا يقوم على التخمين والتواكل، ولكنه يهتم بأدق الأساليب وأعمقها سواء في جوانب الاقتصاد أو السياسة أو غيرها فقد عرف أن من ثمار حسن إدارة يوسف عليه السلام وتخطيطه أن حفظ الشعب من الهلاك والجوع وخرج من الشدائد وعاد إلى الرخاء، والتخطيط يعتبر وظيفة أساسية من وظائف الإدارة، التي لا يمكن لها أن تكون فعالة بدونها، كما أن التخطيط في حقيقته يعتمد على دعامتين وخمسة عناصر، أما الدعامتان فهما التنبؤ والأهداف وأما العناصر فهي السياسات، والوسائل والأدوات، والموارد البشرية، والإجراءات والبرامج الزمنية، والموازنة التخطيطية التقديرية [4]. إن كتب علم الإدارة والتخطيط الحديث تقول: إنه لا إدارة فعالة إلا بتنظيم ووفق تخطيط سليم مسبق، وهذا عين الذي زواله الملك العادل نور الدين محمود الشهيد. لقد جاء إلى الحكم يوم جاء وبرنامجه الإصلاحي السياسي والجهادي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتربوي والإعلامي كل ذلك في ذهنه قد أعد إعداداً كافياً وسيأتي بيان ذلك في محله بإذن الله تعالى إن الاهتمام بالفكر الإسلامي وأصوله وقواعده وفق التصور الإسلامي الصحيح من الأسباب المهمة التي مارسها نور الدين محمود وساعدته على إنجاح مشروعه النهضوي الكبير.

[1] هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 273.
[2] فقة النصر والتمكين في القرآن الكريم ص 277.
[3] فقة النصر والتمكين في القرآن الكريم ص 277.
[4] سورة يوسف دراسة تحليلية ص 415، 416.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست