responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 287
هذه الخطوط العريضة في مصدار دخل دولة نور الدين وسياسته الاقتصادية الرشيدة، من نظام القطاع الحربي، والزكاة والخراج والجزية والغنائم وفداء الأسرى، والأموال العظيمة التي خلفها أبوه عماد الدين، والأمانة التي تميز بها وحكومته الرشيدة، وأهمية سيادة الأمن والاستقرار الداخلي في انتعاش الحركة الاقتصادية، ومساهمة الأثرياء، والمعاهدات والاتفاقات التي يترتب عليها امتيازات مالية، ودعم الخليفة العباسي للدولة الزنكية، وسياسة نور الدين الزراعيةوالصناعية والتجارية وغير ذلك من سياسته الاقتصادية الحكيمة التي ساهمت في دعم دولة الجهاد وتحقيق أهدافها.

إن من أسباب النهوض التي أخذ بها نور الدين الاهتمام بالجانب الاقتصادي، لأن القوة الاقتصادية هي عصب الحياة الدنيا وقوامها، والضعيف فيها يقهر ولا يحسب له حساب إلا في ظل شرع الله حين يحكم، ولذلك ينبغي على القادة المهتمين بأمر نهوض الأمة أن يعتمدوا على الذات في موارد ثابته، وهذا عامل مهم من عوامل النهوض.

إن حاجات مشروع نهوض الأمة متعددة تحتاج إلى أموال طائلة لتغطيتها، والمطلوب من الحركات الإسلامية والحكومات كذلك أن من رجالها من التجار المسلمين من تظهر على سلوكه أخلاق الإسلام في التعاملات التجارية، وتزوده بالخبرات الميدانية بحيث يقتحم مع إخوانه مجالات التجارة الدولية والأسواق العالمية ويعمل على توحيد جهود التجار المسلمين، لإيجاد شبكات للتعاون المثمر لمقارعة الشركات اليهودية والشيوعية والنصرانية وبذل ما في وسعهم من أجل هيمنة الاقتصاد الإسلامي على الأسواق العالمية - وتوظيفه لخدمة المشروع الإسلامي. من تحرير شعوب المسلمين من سيطرة الفكر الرأسمالي الدخيل والشيوعي [1].
إن التاجر المسلم - في المفهوم الإسلامي الأصيل - من صناع الحياة، بل هم صناع الصناع، يقول الأستاذ محمد أحمد الراشد في هذا الصدد: وعلى خطة الدعوة أن تتوب توبة نصوحة من إسرافها القديم في تعليم الدعاة كراهة المال وحب الوظائف الحكومية [2]. وطلب في كتابه (صناعة الحياة) من الدعاة أن يهتموا بجمع المال ولينزل منهم نفر إلى السوق، لأن في ذلك مردود دعوي وذكر اليهود الذين استحوذوا على الأموال والأسواق ونحن لا نجيد إلا سبهم ونضجر من المارون والأقباط والبهرة والقاديانية والمبتدعة والأقليات إذ كان

[1] فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم ص 288.
[2] صناعة الحياة ص 46.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 287
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست