responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 334
العلماء، وأنهن درسن على آبائهن أو أحد ذويهن من أولى العلم، أو أنهن كنّ يستفدن من الدروس التي كانت تعقد في بيوتهن لتعليم الطلاب حيث كنّ يسمعن إلى ما كان يُلقى في منازلهن من دروس، وهو ما أطلق عليه " التعليم داخل منازل العلماء " [1]، فابن عساكر عندما يتُرجم لأم أولاده. وابنه خالته - عائشة بنت علي بن الخضر بن عبد الله السّلِمّية المتوفاة سنة 564هـ 1168م يقول عنها: أسمعتها الحديث من فاطمة بنت علي بن الحسين بن سهل بن بشر بن أحمد الأسفرائيني المدعوة سِت العجم، والمعروفة بالعالمة الصغيرة يقول ابن عساكر: سمعت أباها أبا الفرج [2].
كما أن أبواب المساجد كانت مفتوحة لمن أراد أن يتلقى تعليمه من النساء، حيث كن يترددن لحضور الحِلق التي كانت تعقد فيها في أماكن مخصصة لهنَّ ومعزولة عن أماكن الرجال لا يكون هناك سبيل للاختلاط [3] ولم يكن للمرأة الحق في التعليم فقط بل كان لها أيضاً الحق في نشر التعليم وقد شاركت المرأة في ذلك وإن لم تتسلم وظيفة التدريس في المدارس التخصصية بالشكل الذي نراه اليوم، فقد أشار ابن عساكر، لمثل هذه المشاركة في ترجمته لفاطمة بنت سهل بن بشر المدعوة سِت العجم من أنها: كانت تعظ النساء في المساجد [4] وممن اشتهر من النساء بالتدريس في هذا العهد: العالمة فاطمة الفقيهة [5]، المعاصرة للملك العادل نور الدين محمود، فقد تصدرت للتدريس في حلب وألفّت مؤلفات عديدة في الفقه والحديث، كما استشارها الملك نور الدين في بعض أموره، واستفتاها في بعض المسائل الفقهية وكان دائماً يبذل لها ويعينها على مواصلة نشاطها العلمي ([6]
وما حدث بين الملك نور الدين والعالمة فاطمة الفقيهة يؤكد حرص المرأة المسلمة في ذلك العهد على الالتزام التام بالحجاب الإسلامي حيث أن المحادثات بينهما كانت تتم بواسطة امرأة تُندب لهذا الأمر، وفي هذا الصدد يورد القُرشي قصة مفادها: أن علاء الدين الكاساني زوج العالمة فاطمة الفقهية عزم الرحيل من حلب إلى بلاده بإيعاز من زوجته فاطمة، فأستدعى الملك نور الدين الإمام علاء الدين الكاساني، وسأله أن يقيم في حلب، فعّرفه علاء الدين دواعي سفره وأنه لا يمكن أن يخالف زوجته ابنة شيخه، فأرسل الملك إلى زوجته فاطمة خادماً يخاطبها عن الملك في ذلك، فلم تأذن للخادم واحتجبت منه، وأرسلت إلى زوجها من يقول له: بعد عهدك بالفقه إلى هذا الحد أما تعلم أنه لا يحل أن ينظر إليّ هذا الخادم، وأي

[1] الحياة العلمية ص 214.
[2] تاريخ دمشق نقلا عن الحياة العلمية ص 214.
[3] الحياة العلمية ص 215.
[4] تاريخ ابن عساكر تراجم النساء ص 288، الحياة العلمية ص 215.
[5] الحياة العلمية ص 215.
[6] المصدر نفسه ص 216 ..
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست