نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 375
متكلم ليس بأخرس ولهذا أكَّد الله عز وجل الأمر في كلامه لموسى فقال: " وكلم الله موسى تكليما " [1] (النساء، آية: 164).
8 - عقيدة الشيخ عبد القادر الجيلاني في القرآن الكريم: لقد قّرر الشيخ الجيلاني عقيدته في هذه المسألة الهامة من مسائل العقيدة ببيان أن القرآن الكريم كلام الله المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: ونعتقد أن القرآن كلام الله وكتابه وخطابه ووحيه الذي نزل به جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الله عز وجل: "نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين *" (الشعراء، آية: 193،194،195). هو الذي بلغه الله رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته امتثالاً لأمر رب العالمين يقول تعالى " يا أيها الرسول بلغ ما أُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين " (المائدة، آية: 67) [2].
وفي وصاياه التي كان يوجهها لطلابه كان يؤكد على وجوب التأدب مع كتاب الله بعدم القول بخلقه فيقول: احترموا كتاب الله وتأدبوا معه هو الوصلة بينكم وبين الله لا تجعلوه مخلوقاً يقول الله عز وجل هذا كلامي، وتقولون أنتم لا؛ من رد على الله جعل القرآن مخلوقاً كفر بالله وبريء منه. هذا القرآن المتلو هذا المقروء هذا المسموع هذا المنظور هذا المكتوب في المصاحف كلامه عز وجل [3].
9 - رؤية الله عز وجل عند الشيخ عبد القادر الجيلاني: ذهب الشيخ عبد القادر الجيلاني إلى إثبات رؤية المؤمنين لربهم في الجنة في الدار الآخرة حيث يقول: وينظر أهل الجنة إلى وجهه ويرونه لا يضامون في رؤيته. قال تعالى: " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " (يونس، آية: 26) قيل الحسنى: هي الجنة، والزيادة: النظر إلى وجهه الكريم، قال تعالى: " وجوه يومئذ ناظرة * إلى ربها ناظرة " (القيامة، آية: 22 - 23) [4].
10 - القضاء والقدر عند الشيخ عبد القادر الجيلاني: يقول الشيخ عبد القادر: ينبغي أن يؤمن بخير القدر وشره وحلو القضاء ومره وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه بالحذر وما أخطأه من الأسباب لم يكن ليصيبه بالطلب، وأن جميع ما كان في سالف الدهور والأزمان، وما يكون إلى يوم البعث والنشور بقضاء الله وقدره المقدور. وأنه لا محيص لمخلوق من القدر المقدور الذي خط في اللوح المسطور [5]. [1] الفتح الرباني للجيلاني، المجلس الستون ص 209. [2] الغنية للجيلاني (1/ 58). [3] الفتح الرباني للجيلاني، المجلس الحادي عشر ص 41. [4] الغنية (1/ 55) الشيخ عبد القادر ص 241. [5] الغنية (1/ 65) الشيخ عبد القادر ص 262.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 375