responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 39
على ركوب هذا الخطر غير عماد الدين زنكي فولاه شحنكية العراق مضافاً إلى ما بيده من الأقطاع وسار السلطان عن بغداد [1]، وقد أطمأن إلى نفوذه في العراق، بعد أن أناب عنه الرجل الذي يستطيع أن يقوم بمهام منصبه خير قيام وأصبح عماد الدين منُذ ذلك التاريخ يصرف الأمور ولا في بغداد وحدها بل في سائر جهات
العراق [2].

ثانياً: دور الفقهاء في تعيين عماد الدين على الموصل:
عندما توفي أمير الموصل عز الدين البرسقي عام 521هـ/1127م تولى أمرها أخ صغير له تحت وصاية مملوك تركي يدعى جاولي، أدرك الفقهاء أن ضعف الموصل لابد وأن يؤثر على حلب وبلاد الشام في هذه المرحلة الحاسمة في تاريخ الصراع، إذ أن ذلك الفراغ السياسي، وعدم وجود قيادة عسكرية قوية في الموصل لابد وأن يلقى انعكاساً على الصراع الصليبي الإسلامي [3]، ولذلك قامت عائلة الشهر زوري المعروفة بالعلم والصلاح بدور كبير في تنصيب عماد الدين زنكي في الموصل لكونه قائد عسكري قوي. حقيقة أن جاولي قام بإرسال القاضي بهاء الدين بن القاسم الشهر زوري، ونائب عز الدين البرسقي صلاح الدين محمد الياغيسياني إلى بغداد، التي كان بها السلطان محمود السلجوقي، وذلك الولاية في الموصل لأخ عز الدين الصغير حتى يظل يسيطر باسمه على الحكم فيها بصفة الوصاية عليه، إلا أن القاضي ورفيقه أدركا ذلك الهدف وإنهما ليس في نيتهما تحقيق هدف جاولي، لاعتقادهما بعدم كفاءته لذلك الظرف الصعب، حيث كانا على معرفة بطباعه وتصرفاته التي لا يرضيان عنها، ويبدو في الوقت نفسه كانا على علاقة متينة بعماد الدين زنكي حيث خططا معاً في أن يتمكنا من إقناع ذلك السلطان لتولية الموصل وحلب، حرصاً منهما على عدم ضياع البلاد الإسلامية وخاصة الموصل في أيدي الصليبيين [4]، وبوصول القاضي ورفيقه إلى بغداد اتصل صلاح الدين محمد بأحد أقربائه في بغداد نصر الدين جقروا حيث كان بينهما مصاهرة [5] واجتمعوا به وقرروا أن جاولي لا يصلح لحفظ البلاد لأنه كان سيء السيرة ([6]
وأخذ القاضي الشهرزوري على عاتقه حمل الأمانة وقول الحق، فاجتمع هو وصلاح الدين الياغيسياني بوزير السلطان السلجوقي [7]. وقالا له: قد علمت أنت والسلطان السلجوقي أن ديار الجزيرة والشام قد تمكن الفرنج منها وقويت شوكتهم بها واستولوا على

[1] الحروب الصليبية والأسرة الزنكية ص 68.
[2] الروضتين نقلاً عن الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 32.
[3] موقف فقهاء الشام وقضاتها من الغزو الصليبي ص 84.
[4] الكامل في التاريخ نقلاً عن موقف فقهاء الشام وقضاتها ص 84.
[5] المصدر نفسه ص 84.
[6] دور الفقهاء والعلماء المسلمين في الشرق الأدنى ص 106 ..
[7] المصدر نفسه ص 106.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست